تقديم القس معن بيطار
للأستاذ الدكتور اسعد علي – مرشد الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية
للجلسة الختامية لمهرجان النجمة المحمدية السادس عشر
الحضور ليس كالافتتاح ولكن الأذن التي تصغي، أحيانا يبحث عنها كثيرا فلا توجد. أما اللسان الذي يتكلم فيوجد وبكثرة، ولكن الأذن التي تُحسن الإصغاء قد لا توجد إلا بندرة، لذلك أقول والحضور اقل ولكن الآذان أكثر...
أقدم هذا الإنسان الإنسان الذي تتبع إنسانيته كل العناوين الأخرى
فالإسلام صفة والمسيحية عنوان والموحدون قضية بينما الإنسان الانسان أساس كل ذلك فالخلق سره في الإنسان قبل الأديان وقبل الوعي وقبل المعرفة وقبل العقائد التي قال عنها احدهم هي أحيانا مشكلة كبرى تُفرّق فأين الذي يجمع دون أن يضرب عقيدة هنا أو يكسر على منهج هناك ؟
لذلك أيها الأحباء عندما قدمت الدكتور أسعد علي بصفته الانسان الانسان قصدت الكثير الكثير مما عرفته و أحسست به تجاه هذا الشخص والذي باستشهادي به وباقواله وتعليقاته على مشاركاتي في هذا المهرجان أطفأ نار النقد والعصبية عند الذين لم ترق لهم محبتي لكم ومشاركاتي الصادقة لأفكاركم عن اّل بيت الرسالة والنبوة .
فعلى سبيل المثال : البعض من المنتقدين لانفتاحي عليكم كاخوة في الايمان والرجاء والمحبة, عندما أعلنت أمامهم بعض أقوال الدكتور أسعد علي
كهذا القول :" إن صليب المسيح عيسى بن مريم سرُّ قوة انتصار فكره ورسالته" ، وأيضاً قوله: "إن المسيح لم يكن عنده صواريخ ولا دبابات ولا طائرات ولا حمل خنجراً في يده ولا سيفاً في يمينه, لكنه حمل الحقيقة في ذاته ودفع ثمن اعلانها غالياً في وجه الطغاة ليصنع انساناً جديداً ويبني الانسانية الجديدة ".
دهشوا من هذا الكلام من مسلم عن المسيح يسوع . وأردفت قائلاً: لو سمعتموه يتحدث عن رسالة المسيح وعن العمق الذي لديه تجاه أفكاره والتكريم والتقدير الذي يظهره لسر شخصه لأدركتم أني لا أجامل اخوتي المسلمين أمثاله , ولا أتنازل بل اني أشاركهم ارثي الروحي بكل حرية في سبيل صناعة فكر انساني حقيقي مشترك. لذلك أحببتهم وأحبوني ومنهم هذا الانسان الانسان الدكتور أسعد علي الذي سبقني في شق قناة القلب للقلب.
وفي ختام تقديمي لهذا الانسان الانسان الذي تتشوقون لسماعه أود أن أحمله معكم أملاً ورجاءً في أن نصل, ونحن نتحدث عن ثقافة السيدة زينب ودورها, في يوم من الايام الى تغيير قانون الدولة المتعلق بزواج المسلم من المسيحية, والمسيحي من المسلمة. فلا يغير أحد دينه بل يكون أساس ذلك الحب والاحترام وحقيقة الانسان في سره ولاهوته .
وأيضاً أن نصل الى اليوم الذي نبني فيه أنفسنا ومجتمعاتنا وأوطاننا بشكل لا يسمح لاحد أن يستعمرنا أو يستعبدنا أو يقهرنا أو يستغلنا قبل أن نستشهد بثورات من أجل تحررنا .
فتكون الشهادة لصنع منعتنا وبعدها تكون المقاومة للحفاظ عليها مهما كان الثمن .
اذاً السؤال الكبير الذي يجب أن يبقى ماثلاً أمامنا في كل مهرجان كهذا هو: لماذا نستعبد ؟؟ حتى نستطيع أن نعرف أين مشكلة المشاكل فينا؟؟
وشكراً....