في الصحن الزينبي الشريف

ألقى الدكتور عصام عباس كلمة في رحاب الذكرى العطرة لمولد الإمام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف

ضمن احتفالية مجمع القران الكريم في السيدة زينب بمهرجانه السنوي الثالث

والذي انعقد تحت شعار : " الإمام المهدي مشروع قراني ورسالة السلام العالمي "

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين  

والسلام  على  سيدة السلام  وحامية الإسلام والنور الساطع  لدروب الأنام سيدتي وشفيعتي الحوراء زينب عليها أفضل الصلاة والسلام  التي  احتضنتنا  وشرفتنا بضيافتها وكراماتها  

إنني أقف اليوم  في رحابها المقدس في هذا اليوم المقدس في رحاب الذكرى العطرة لمولد إمامنا ومنقذنا ومرجعنا الأعلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في مهرجان مجمع القران الكريم في السيدة زينب  الذي اشكر اللجنة المنظمة له على دعوتها الكريمة لي  بالتحدث ..

أيتها السيدات – أيها السادة:

إن الرسالة المحمدية التي أشرقت علينا قبل أربعة عشر قرنا  كانت هي رمز للسلام العالمي الذي كثيرا ما نتحدث عنه وقد افتقدناه في هذه الأيام بسبب هجر القران أولا والابتعاد عن خط العترة المطهرة ثانيا :

فنبينا الأكرم محمد بن عبد الله وضعنا في خلاصة رسالته المقدسة بوصيته المشهورة : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما

على النقيض وللأسف هُجر القران وحوربت العترة على مدى القرون الغابرة. 

كل بيت من بيوتنا لديه على الأقل نسخة من القران الكريم وكل دائرة من دوائرنا الرسمية وغير الرسمية وفي متاجرنا ومراكز أعمالنا تتواجد هذه النسخة ،  وكل منا يقرا القران في كل عام مرة في شهر رمضان على الأقل  ولكن أين هو تطبيقنا لهذا الدستور؟؟ ، فإذا لم نبن سلاما ضمن بيوتنا ومع جيراننا وفي علاقاتنا  وفي دوائرنا فأي سلام عالمي ممكن أن نحقق ؟  

النبي  لعن الراشي والمرتشي وكلاهما في النار لأنه يؤدي إلى الفساد الإداري ويقلب الحق إلى باطل ويقوم الباطل ويفشل النظام العام فان لم نقض على هذا الفساد ونحاربه بما أوتينا من قوة وفضح هذا الفساد دون أن تأخذنا في الله لومة لائم سيصبح تحقيق كل سلام مستحيلا ..

 عندما نريد أن نتحدث عن رسالة السلام العالمي في ظل الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يجب أن نسالم ذاتنا وأسرتنا ومجتمعنا الذي تفشى فيه للأسف هذا الفساد الذي يجب علينا محاربته واجتثاثه.

رقي الأمم أن تلتزم بأسس القوانين لا أن تضع قانونا ولدى التطبيق تتكالب عليه النفوس الضعيفة والمريضة فتقلب الموازين ويؤازر الباطل ويدحض الحق ،

هذا هو فشلنا في تحقيق السلام الذي نرفعه دائما شعارا لأننا في حالة مرضية نتشوق فيها للحصول على دواء شاف هو السلام ..

فالقران والعترة هي الوصفة النبوية في تحقيق هذا السلام وعدم تمكن الآخر من اغتصاب الحقوق وانتهاك الحرمات ..  

علاقاتنا مع بعضنا أصبحت علاقات مصالح لا علاقات لها أسس مشرفة ..

أنت صديقي ولكن هذه الصداقة بنيت على مصلحة مادية أو غير مادية ، هذه العلاقة ستهوي إلى الانهيار لأنها لم ترق سمو العلاقات التي يجب أن تبنى على أساس سليم هو الحكمة بالقران والانضواء تحت رايته وقوانينه يمهرها حب النبي وعترته الطاهرة والالتزام بمنهجيتهم دون الانحراف عنها ،

متى ما بنيت هكذا علاقات اجتماعية سيصبح المجتمع سليما متعافيا متراصا يتكلم بصدق ويرفع كلمة الحق ويجهض كلمة الباطل فنصبح بسلام اجتماعي عامر بحب الله وحب حبيب الله وعترته الطاهرة ..

 إن لم تكن معي فأنت علي وان لم تنضوي تحت قيادتي ومرجعيتي فأنت ضدي ويجب محاربتك ولو كنت على حق وترفع بإعمالك لواء محمد وعترته الطاهرة..

هذه الحزبية والفئوية  والطائفية بدأت تنخر في جسد مجتمعنا الذي أرادت له رسالة السماء أن يكون مجتمعا معافى من كل علة وداء ..

السباب بين بعضنا لأنك من جماعة غيري والاتهامات والتهكمات جعلتنا نبتعد عن بعضنا البعض ، لا نتمكن من إيصال أفكارنا للآخر والتواصل مع الآخر ، وهذا ما جعلنا للأسف مجتمعا مفككا لا يعرف طرق السلام إلا بالشعارات الخاوية ..

أيتها السيدات أيها السادة:

نحن بحاجة ماسة إلى لقاءات بناءة يبتعد عنها أهل النفاق وتبتعد عنها علاقات المصالح حتى نستفيد من هذه اللقاءات ونبني علاقات مثمرة وبناءة لمجتمع متراص معافى مجتمع يرفع راية السلام بظل رسالة السماء والناشرين لها الذي خصهم الله تعالى بها أهل البيت  ..

 وها نحن نحتفي اليوم في رحاب من اختارها الله لحماية هذه الرسالة من الانهيار المتعمد يوم رفع شعار :

لعبت هاشم بالملك فلا       خبر جاء ولا وحي نزل

فكانت لهم بالمرصاد وفندت أرائهم وهزمت جيوشهم وحطمت مبادئهم فكانت سيدة الشام وسلطانة دمشق وعرين الأسود ..

نعم إنها القائدة بامتياز يوم لم يبق قائد بعد استشهاد أخيها الحسين  والتي رسمت بسلامها وكلامها وبيانها حضارة السلام للأمة وكيف يمكن لهذه الأمة أن تهزم الباطل وتثبت الحق ببيان سلمي وبسياسة اللاعنف  لا بقوة السلاح والعنف والإرهاب والقتل والتدمير  .. نعم سيدتي : 

سـلامٌ عَلَى بِنْتِ خَيرِ البَشرْ

 لِبِضْعَةِ حَيْدَرَ بِنتِ البَتُوْل
 
عظيمُ التهانِي بِكُلِّ امْتِنَان
بِذِكرَى مَجِيءِ إِمامِ الزَّمَان

سلامٌ عليكِ صبَاحَ مَساء
ببنتِ عليٍّ أَبِي الأوْصيَاء

سلامٌ عَلَى الغُوْطَةِ وَ الشَّآم
فَأرْضٌ حَوَتْ بِنْتَ خَيْرِ الأنام

بِرَغْمِ الطُّغَاةِ مِنَ الظالمين
ستَبْقَى الشآمُ مَلاذَاً أَمِين

بِلَيْثِ الشآمِ وَ فَخْرِ العَرَبْ
فليثكِ مِنْ دَوْحَةٍ وَ نَسبْ

مِنَ الرَّافدَينِ يهبُّ النَّسيْم
وَ يَحْمِلُ شَوْقَ العِرَاقِ العَظِيْم

لرَمزِ الشآمِ سلامٌ أَتى
عرِينِ الأسوْدِ وَ بِنْتِ الفَتَى

 



**


**


**


**


**


**


**


**
**

 

حبيـبِ الإِلهِ وَ أُخْتِ الدُّرَرْ

بيوْمٍ تكاملَ فيهِ القمرْ

لستِّ الشَّآمِ وَ نَبْعِ الحَنَان
ختامِ الأئِمَّةِ غَوْثِ البشرْ

فأنْتِ الشفَاءُ لأصْعَبِ دَاء
تزُوْلُ الهمُوْمُ وَ يُجْلَى الكَدَرْ

حباهَا الإِلهُ ببنْتِ الكِرَام
ستَبْقَى مِثَالَ الإِبَا وَ الظَّفَرْ

وَ أَهْلِ النِّفَاقِ بَلِ المُشْرِكِين
لعشاقِ آلِ النبِيِّ الغرَرْ

سمَوْتِ دِمَشقُ بِكُلِّ طَلَبْ
يَعُوْدُ لِزَيْنَبَ نُورُ البَصَرْ

إِلى قَاسيُوْنَ الأبِيِّ القَوِيْم
لِبِنتِ الإِمامِ العَلِيِّ القَدَرْ

لِبنتِ المُلَقِّيْنَ في [هَل أَتَى]
عليٍّ أَميرِيْ وَ موْلَى البَشَرْ