السيدة رقية درة دمشق ولؤلؤتها

   بقلم : الدكتور عصام عباس

بسم الله الرحمن الرحيم

" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال "صدق الله العلي العظيم

 

في الثالث من صفر سنة 61هجرية  وفي ركن من أركان دمشق كانت الصرخة التي ٌضجّت بها الأرض ومن عليها ،

صرخة ٌ أرجفت الطاغية و أشعرته بعظيم الذنب ،

الصوت الذي أخاف رئيس النظام وهز مضاجعه ، فبكى لبكائها العدو والصديق

انه صوت رقية بنت الحسين  

فلم يهدأ الطاغية من صدى الصوت المدوي ، فسارع لإرسال رأس السيد المنتجب سبط رسول الله  الإمام الحسين  ، وما إن شاهدت الرأس المقدس رأس أبيها  فاضت روحها إلى بارئها وكانت رقية بنت الحسين شهيدة الشام وهي آخر شهداء واقعة الطف ..

واليوم وبعد 1368 سنة يشمخ مقام رقية في قلب دمشق ليكون  درة الشام ولؤلؤتها تؤمها يوميا آلاف الزوار من كل بلدان العالم ليقفوا على أعتابها بقلوب داعية وعيون باكية وأكف مرفوعة إلى السماء متضرعين بجاهها وقدرها  لأنها باب من أبواب الحوائج ومستودع للسرائر ..

فقد قلتها مرة لكل زائر لدمشق *

وَ فِي كُلِّ شبرٍ مِن دِمَشقَ مَحَطَّةٌ      لآلِ رَسولِ اللهِ إِنْ كُنْتَ لا تَدْرِي
فَسرْ قَاصدَاً أَرْضَ الشَّآمِ رُبُوعَهَا       تَرَجَّلْ فَأنْتَ بِأرْضِ الطِّيبِ وَ الطُّهْرِ
فَقَد عَمَّرَتْ بِنْتُ الحُسينِ خَرَابَهَا       وَصَارَتْ عَمَارَاً بَلْ وَنُورَاً مِنَ البَدْرِ
فَتَزْهُو عَمَارُ الشامِ فِيْكِ -رُقَيَّةُ-      وَ صَرحُكِ غَيَّبَ ذَاكَ السيِّئَ الذِّكْرِ

وعند زيارتي الروحية لإمامي السلطان علي بن موسى الرضا   قلت مخاطبا : **

وَ الرُّوْحُ تَحمِلُ سَيِّدِي فِي طَيِّهَا               وَردَاً وَ غُصنَاً مِنْ رِيَاضِ جِنَانِ
مِنْ غُوطَةِ الحَورَاءِ طَابَ أَرِيجُهَا        عَذْبَاً نَقِيَّّاً عِطرُهُ رَبانِي
قُمْ سَيِّدِيْ وَ انْظُرْ بِجِلَّقَ صَرْحُهَا      صرحٌ عَظِيمٌ شامِخُ البُنْيَانِ
"1"
وَ انْظُرْ لِظالِمِهَا فَأيْنَ قُصُورُهُ           تَحتَ الثَّرَى طُمرَتْ بِذُلِّ هَوَانِ
وَ انْظُرْ لِطِفْلَتِهَا رُقَيَّةَ فِي عَمَا          --رِ الشَّامِ مُتْحَفَ عِزَّةٍ وَ مَبَانِي
وَ بِقُرْبِهَا ذَاكَ المُؤَسسُ دَولَةً            بَلْ رِدَّةً كَانتْ إِلى الأوْثَانِ
لا تَسألَنِّيْ أَيْنَ حِصْنُ قِلاعِهِ            هُوَ رَاقِدٌ فِي حُفرَةِ الطغْيَانِ

نعم سادتي أهل البيت ، بكم تُطهّر الأرض ومن عليها ، وبكم تصبح البلدان شامخة عزيزة لا تهزها الرياح ولا ترهبها الأساطيل  ، أما الفراعنة الطغاة  تلفظهم الأرض ويذهبون مسودة وجوههم هم ومن يناصرهم لا يعرف لهم قبر ولا يبقى لهم ذكر ، سوى لعنة التاريخ والأجيال .

فالسلام عليك يا سيدتي رقية بنت الحسين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين

ورحمة الله وبركاته  

3 صفر 1429هـ

ذكرى استشهاد السيدة رقية بنت الحسين في دمشق سنة61 هـ

 *: قصيدة دليل الشام السياحي في ديوان النفحات الولائية للدكتور عصام عباس

**: قصيدة زيارة روحية للحضرة الرضوية في ديوان النفحات الولائية

  "1" :  مقام السيدة زينب جنوب دمشق