كلمة الافتتاح الدكتور
عصام عباس- رئيس اللجنة لمنظمة للمهرجان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ونبينا محمد واله المطهرين الأبرار وصحبه المنتجبين الأحرار وإخوته أنبياء الله الأخيار ...
في عامنا السابع عشر لانطلاقة مهرجان النجمة المحمدية الولائي الثقافي ومع السنة الثامنة لانطلاقة مجلة النجمة المحمدية من دمشق عاصمة السيدة زينبمنذ صدر الدولة الإسلامية حيث البيان الذي اجتث الظلم وهزم الطغاة وهز عروشهم عام 61 هجرية فرفع كلمة الحق ودحض كلمة الباطل ووعد الظالمين ثبورا فكان القسَمُ الرسالي
" والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وما أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ورأيك إلا فند"
هنا في دمشق كان الآذان الرسالي وشاء الله أن تكون ربية البيت النبوي وسيدة البيت المحمدي هي الصوت الذي دوى من دمشق إلى كل مكان ،
الصوت الذي صدح لأول مرة بجدارة ورباطة جأش وإيمان مطلق بقدرة الله تعالى وإرادته في وجه الطغاة دون سيف أو آلة من آلات القتل والدمار بل بصوت الحق وبسياسة اللاعنف انطلق هنا من دمشق أن لا وجود لسياسة الحمقى في صفوفنا ولا مكان للبغي في بلداننا ،
هذه دمشق التي لا يزال ذاك الصوت المقدس يصدح صداه في كل ركن من أركانها ، وبعد هذه القرون الطويلة والعهود المظلمة التي غبّرت البلاد وسودت تاريخ الأمة برمتها .
فدمشق اليوم تنتفض بمثقفيها
وإعلامييها وبكل طوائفها ودياناتها لتحتفي بفكر حفيدة النبي الأكرم
وسليلة
الوصي المعظم
العلم
الدمشقي المرفرف على سماء العالم وبعلمها وثقافتها وإعلامها ،
ودمشق تجتمع تحت لواء أهل البيتفي عام 2008م حيث الاحتفالية بدمشق عاصمة الثقافة العربية وبحلول الذكرى 1424 على
ميلاد السيدة زينب
،
لتقول بمليء فمها سيدي يا رسول الله يا نبي الرحمة يا غاية آمال الأمة، دمشقك اليوم تبارك لك هذا الميلاد المبارك كما باركتها بدعائك الشهير " اللهم بارك لنا في شامنا" رافعة : -
ثقافة أهل البيت
في
عاصمة الثقافة العربية
الثقافة التي تحيي الأرواح وتهذب النفوس وتقيم العدل وتنشر الإصلاح ، ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثقافة الكرامة والعزة التي تحمي كرامة الإنسان وتبقيه عزيزا كما خلقه الباري وكما أراد له أن يكون ..
ثقافة تحدي الطغاة ومحاربة أمرهم الواقع ورفع الهوان والذل عن البشر و" هيهات منا الذلة" ،
ثقافة السلام وحماية حقوق الإنسان ،
ثقافة لا تباع وتشترى بل هي ثقافة العطاء اللامحدود من اجل حفظ كرامة الإنسان وحماية حقوقه ،
ثقافة الحياة التي تحرص على حماية حياة الإنسان
ثقافة بناء الأمم وتنشئة الأجيال المؤمنة وتهيئة الدول المتحضرة والمتطورة في سياستها واقتصادها واعمارها ،
بهذه الرؤية ينعقد مهرجان النجمة المحمدية السابع عشرفي دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008م ،
دمشق الموالية لأهل البيت
كما
نراها تحت هذه الخيمة الثقافية الزينبية وفي كل ربوعها الخضراء ولربما غابت عن معد
و مخرج دمشقيات الثقافة العربية في الشاشة ولكن هنا ومن على هذا المنبر أود أن
أقول أن المثقف الدمشقي والأديب الدمشقي لم تغب عن قلمه وريشته وفكره وأدبه ثقافة
أهل البيت عليهم السلام في عصر الرئيس الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه الذي أسس
منهجية أعطى من خلالها كل الفرص لطرح الثقافات البناءة وفي مقدمتها ثقافة أهل البيت
لأنها
ثقافة الرسالات السماوية ،
واستمر الخلف الصالح من بعده كما نرى اليوم في عهد الدكتور بشار حافظ الأسد استمر في طرح هذه الثقافة المباركة وكان من خلال افتتاحه لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية قد ذكر في خطابه
" دمشق عاصمة للثقافة العربية.. يعنى أن تكون عاصمة للكرامة العربية " ولم لا وهو ابن منهجية أهل البيت التي كان أساس ثقافتها حفظ كرامة الإنسان وحماية حقوقه ،
فلو تلمست فكر كل مثقف دمشقي تجد ثقافة أهل البيت محفورة في جواه ولكنه بحاجة إلى دعم هذا الطرح ومساندته إعلاميا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا ،
فكلنا نعرف شاعر دمشق وشاعر سورية في عصرنا الحديث نزار قباني ،والكل يعرف عندما يستمع إلى شعره يتهمه مباشرة بأنه شاعر الغزل والحب والعشق وحتى الشاشة السورية لم تقتطف له في دمشقياتها إلا الشعر الغزلي والمرأة وحب دمشق لنزار قباني ،
لكن سأنقلكم اليوم على غير ما اعتدتم
على سماعه من نزار قباني إلى سيمفونية نزارية في الإمام الحسين عليه السلام ليطرح
من خلالها ثقافة نهضة الإمام الحسين عليه السلام .. من هنا وعلى مقربة من دمشق وفي
العاصمة الشامية الثانية بيروت شقيقة دمشق وفي ربوعها وفي10- 3- 1985 كتب هذه
الثقافة لندونها في الثقافة العربية السورية وهي تشمخ بأنها عاصمة الثقافة العربية
لكي تثبت ولاء سورية بشعبها ومفكريها ومثقفيها وأدبائها لعترة النبي الأكرم
لأن
أهل البيت هم ورثة الأنبياء وحماة رسالات السماء
يقول نزار:
يا لابسا عباءة َ الحسين وشمسَ كربلاء
يا شجرَ الورد الذي يحترفُ الفداء
يا ثورة َ الأرض ِ التقت بثورة السماء
يا جسدا ً يطلع من ترابه قمحٌ وأنبياء
ـــــــــــــــ
سميتك الشمع َ الذي يُضاء في الكنائس
سميتك الحناء في أصابع العرائس
سميتك الشعر البطولي الذي يحفظه الأطفالُ في المدارس
يا أيها الطالع مثل العشب من دفاتر الأيام
يا أيها المسافر القديم فوق الشوك والآلام
يا أيها المضيء كالنجمة، والساطع كالحسام
لولاك ما زلنا على عبادة الأصنام
ـــــــــــــــــ
اسمح لنا بأن نبوس السيف في يديك
اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك
اسمح لنا.. أن نعبد الله الذي يطل من عينيك
لو لم تجئ يا سيدي الإمام
كنا أمام القائد العبري مذبوحين كالأغنام
يا أيها المغسول في دمائه كالوردة الجورية
أنت الذي أعطيتنا شهادة الميلاد ووردة الحرية..
ـــــــــــ
يا سيد الأسياد، يا ملحمة الملاحم.
البحر نص أزرق يكتبه علي
ومريم تجلس فوق الرمل كل ليلة
تنتظر المهدي.
وتقطف الورد الذي يطلع من أصابع الضحايا
وزينب تخبئ السلاح في قميصها
وتجمع الشظايا
وتحمل السلاح للموتى الذين
يقطنون داخل المرايا
ـــــــــــ
يا سيدي: يا سيد الأحرار:
لم يبق إلا أنت.
في زمن السقوط والدمار
في زمن التراجع الثوري..
والتراجع القومي،
والتراجع الفكري،
لم يبق إلا أنت،.
تزرع في حياتنا النخيل، والأعناب، والأقمار
لم يبق إلا أنت.. إلا أنت.. إلا أنت
فافتح لنا بوابة النهار
أردت أن أعطي في افتتاحية مهرجاننا الثقافي دور المثقف السوري ونحن نحتفي وسط دمشق عاصمة الثقافة العربية ، ونزار قباني واحد من مثقفي سورية وأدبائها الذين يحملون هموم أمتهم ولا يجدون الملاذ إلا بأهل البيتلأنهم على يقين أن ثقافة أهل البيت هي ثقافة بناء المجتمع العربي والإسلامي على أسس بناءة ودون ذلك نصبح شعوبا لا تميز الناقة من الجمل وفق أراء من يريد فتكا بهذه الأمة ..
أيها الإخوة أيتها الأخوات
أسرة النجمة المحمدية
وبعامها السابع عشر تكن الود لأهل الود وبمناسبة احتفائها بالذكرى العطرة لميلاد
السيدة زينب
هذا
العام بعاصمة الثقافة العربية
فقد أصدرت لأول مرة درع
النجمة المحمدية الكبير – السيدة زينب
مقدما
لفخامة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار حافظ الأسد اعتزازا
بقيادته الرشيدة وسياسته الحكيمة في تطوير الثقافة ونشر الفكر البناء سيما ثقافة
وفكر سيدنا محمد وعترته الطاهرة
وقامت
بتقديمه قبل أيام من المهرجان لمعالي السيد وزير الثقافة راعي المهرجان في مكتبه
بوزارة الثقافة الذي غاب عن حضور فعاليات مهرجاننا بسبب سفره إلى صنعاء لافتتاح
الأسبوع الثقافي السوري في اليمن وأناب سيادة معاونه الأستاذ محمد تركي السيد
بالحضور .. أرحب به أجمل ترحيب وأشيد هنا بموقف وزارة الثقافة من مهرجان النجمة
المحمدية السنوي ومن دعمها المعنوي لهذا المهرجان الثقافي من رعاية وتقديم مكان
الاحتفال في المراكز الثقافية العربية شاكرا للمركز الثقافي العربي بالمزة إدارة
وعاملين بالتهيئة المميزة لانعقاد المهرجان .
أيتها الأخوات – أيها الإخوة
كان من المفترض أن يكون بيننا وفد رفيع المستوى ممثلا سماحة الإمام آية الله الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان برئاسة سماحة المفتي الجعفري الممتاز للجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ احمد قبلان والوفد المرافق له ولكنكم تعرفون الأحداث التي يمر بها لبنان الشقيق هذين اليومين من ظروف أمنية عصيبة حالت من وصول الوفد نتمنى للبنان الشقيق الأمن والأمان والاستقرار.
أرحب بكل الوفود التي قدمت من داخل وخارج سورية لرحاب الدوحة الثقافية الزينبية عميدة البيت المحمدي
وأرحب بكم جميعا أجمل ترحيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته