كلمة سيادة اللواء محمد مفضي
سيفو - الممثل المقيم لشبكة الأغا خان في سورية
بسم الله الرحمن الرحيم:
السيدات والسادة الحضور
أيتها الأخوات أيها الأخوة الكرام:
لكم يشرفنا أن نكون بينكم هنا في هذا اليوم الكريم، يوم ميلاد سيدة البيت المحمدي زينب عليها السلام، في احتفالية تجدد التلاقي على منظومة فكرية أخلاقية راسخة في التاريخ وفي الوجدان.... احتفالية هي مناسبة لترسيخ الفهم لفكر آل البيت العظام، منبع القيم والسمو المادي والروحي.
يشرفنا أن نكون هنا، كممثلين عن شبكة الآغا خان للتنمية، لنحاول أن نضيء شمعة في هذه الذكرى العطرة مع من يجتمعون معاً تحت مظلة حب آل البيت وفكر آل البيت. راجين من الله عز وجل أن تتوحد أيدينا وقلوبنا مهما اختلفت انتماءاتنا على خدمة وتنمية هذا البلد الكريم.
أيها الحضور الأكارم:
إن وجودنا بينكم هنا إنما هو فرصة مباركة لمد جسور المودة والتواصل مع آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) إتباعاً لقوله عز وجل في الآية الكريمة: "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". فمودة آل البيت ومحبتهم وإتباع فكرهم وقيمهم هو واجب على كل المسلمين مهما اختلفت أمزجتهم ومذاهبهم. كذلك هي فرصة للتأمل في المعاني والقيم الأخلاقية لآل البيت الكرام، قيم العمل والتسامح والتعددية وإعلاء شأن الإنسان أكرم وأنبل مخلوقات الله على الأرض؛ وهي القيم التي تشكل في ذات الوقت الإطار الأخلاقي لشبكة الآغا خان للتنمية. وهذا ليس بغريب عن الشبكة وعن مؤسسها وهو سليل آل البيت النبوي وحفيد النبي (ص) والإمام علي عليه السلام، سمو الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الربع والإمام التاسع والأربعون للجماعة المسلمة الشيعية الإسماعيلية في العالم.
إخوتنا الأكارم:
لقد كرّست شبكة الآغا خان للتنمية نفسها لتحسين ظروف معيشة الفقراء وفرصهم بصرف النظر عن دينهم أو أصلهم أو جنسهم، حيث تمثل شبكة الآغا خان للتنمية مسعى عصرياً للإمامة الإسماعيلية لتحقيق الوعي الاجتماعي للإسلام من خلال العمل المؤسساتي. وهذه الشبكة تجمع، تحت رعاية متلاحمة واحدة، المؤسسات والبرامج ذات التعهد الموحد المكرس للمساعدة على التخفيف من الجهل والمرض والحرمان بغض النظر عن مذهب أو وطن الناس الذين يتلقون هذه الخدمة.
وفي المجتمعات التي يكون للمسلمين فيها وجود بارز فإن مهمة الشبكة تمتد إلى جهود إحياء فهم التراث الثقافي وتوسيعه بكل غنى تعدديته، حيث النوعية الجيدة للحياة بأعمق مفهومها تمتد إلى أبعد من السعادة المادية.
تنشد شبكة الآغا خان للتنمية المثل العليا للعمل الاجتماعي لتحقيق رؤية الإسلام الاجتماعية. ومع أن نتاج عملها عمليّ، إلا أن الحافز لها روحي، وهو قيمة أخلاقية عالمية غرضها إظهار النبل الكامن في كل إنسان.
إن السمات الثابتة التي تحدد هذه القيمة الأخلاقية تكوّن مبادئ وفلسفات مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية: وهي التركيز الجماعي على احترام الكرامة الإنسانية والراحة للبشرية، وإيصال مهامها إلى ما وراء حدود العقيدة واللون والعرق والقومية، وكذلك السعي الموحد نحو تقوية الناس رجالاً ونساءً كي يكونوا معتمدين على الذات وقادرين على مساعدة أولئك الناس الأضعف منهم، وسياستها في تغذية وتدعيم الثقافة الخيرية والمساهمة الطوعية في الوقت والمواهب، وكذلك شفافية سلطتها المبنية على قيم الثقة والاستقامة والإنصاف والمسؤولية، وكذلك بشكل عام هدفها الإجمالي في التوجه نحو إنشاء نظام أخوي من التنوير والسلام والتسامح القبلي الكبير والمساعدة والتفاهم المتبادلين، أو المساهمة مع جهود أخرى تتوجه نحو ذلك.
إن عمل الشبكة في العالم عموماً وسورية خصوصاً المرتكز على دعم التعليم والصحة والأسرة والرفاه الاجتماعي يتجلى في مجموعة من البرامج والمؤسسات التي تحاول أن تحسن من نوعية حياة الأفراد والمجتمعات التي تعمل معها. فالقروض الصغيرة مثلاً تعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال التركيز على تحسين الظروف المادية للمستفيدين، كذلك فإن مؤسسات مثل خدمات الآغا خان التعليمية وأكاديميات الآغا خان إنما تروج للرفاه الاجتماعي من خلال التعليم والثقافة. أما مؤسسة الآغا خان فإنها تحاول من خلال برامجها المتعددة أن تعزز الاستقرار المادي والصحي والاجتماعي للمجتمعات التي تعمل معها معتمدة في عملها على الشراكة مع المجتمعات المحلية واحترام مثلها وثقافتها، والأمثلة التي يمكن استعراضها في هذا السياق كثيرة ولكن لا مجال للحديث عنها اليوم نظراً لضيق الوقت.
أيها الحضور الكريم:
تعتبر شبكة الآغا خان للتنمية أن عملها هو واجب طويل الأمد نحو الشعب السوري على اختلاف انتماءاته، وهو استكمال لمسيرتها منذ تأسيسها مقتدية بفكر سليل آل البيت النبوي سمو الآغا خان، ومتبعة نهجهم الأخلاقي العظيم.
ونحن هنا نغتنم الفرصة لنعبر عن عميق شكرنا لحكومة الجمهورية العربية السورية بمختلف مؤسساتها وأفرادها، حيث كان لدعمها الدور الأكبر في مضي الشبكة قدماً في المشاركة والإسهام في عملية التنمية المستدامة في القطر منذ انطلاقتها الأولى في سورية في العام 2000 وفق القانون رقم 18 الناظم لعمل الشبكة في سورية.
كما نتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان لجميع من يعمل من منظمات وأفراد وموظفين على إحياء جهود التنمية في هذا البلد العزيز.
والشكر الكبير لمؤسسة النجمة المحمدية لدعوتها الكريمة للمشاركة في هذه الاحتفالية المباركة، راجين من الله عز وجل دوام التقدم والسمو والاستقرار لهذا البلد العظيم، مقتدين جميعاً بفكر وقيم آل البيت عليهم السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته