كلمة سماحة الشيخ خالد الملا - رئيس مجمع علماء المسلمين في العراق فرع الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين  ، وأصلي و أسلم على سيدنا و نبينا و حبيبنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين وبعد ....

فالحديث عن آل بيت رسول الله صلى الله عليهم و سلم هو حديث عن الإسلام ...

لا بد لي أن أتحدث بعزة وكرامة ، واسمحوا لي أيها السادة الكرماء أن أتحدث لكم من واقع المجتمع المسلم ولربما في كل محور هو مشكلة وهو حل للمشكلة وما أصابنا ما أصابنا من ويلات ونكبات و ظروف واحتلال أرض الإسلام و العرب إلا بابتعادنا عن بعض هذه المحاور: 

المحور الأول :  إننا نعاني دون مجاملة من تغيب التراث لآل بيت رسول الله عليهم السلام يعني أن المسلم لا يستطيع أن يأخذ تراث أهل البيت حتى يتعشق به ويتعلم منه ويتربى عليه ،

وصدقوا انه لربما مرت علينا أيام إذا ذكرنا في خطبة الجمعة مثلاً  أحدا من آل بيت رسول الله رضي الله عليهم و أرضاهم اتهمنا بالتشيع مثلاً وفي العراق الذي يرزح اليوم بأنواع من الفقهاء نرى تتهم بالعمالة وبالتالي أنت لا تصلح أن تكون إماماً و خطيباً وواعظاً في مسجد من المساجد

إذا هذا التغيب لتراث الأمة لهذا النهج الصالح يلاءم فيهم قول الله عز وجل :  ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )

لذلك يقول ابن كثير رضي الله عنه :  لو اختلف الناس في آل البيت : فإن ما اتفق عليهم أن آل البيت هم علياً و الحسن والحسين و فاطمة

اذن هذا التهميش هذه الحساسية لا بد أن تطفو على سطح الأرض وخاصة فيما يتعلق في إعلامنا الإسلامي الذي نسمع به عبر القنوات الفضائية

من هنا نريد مجموعاً كبيراً يظهر ذلك التراث

فأعطى مثلاً ذكره ابن الجوزي في كتابه ( صفوة الصفوة ) عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه وأرضاه

عندما مات الإمام و جيء به إلى المغتسل وجدوا على ظهره بقعة سوداء

استغرب الناس هل هذه البقعة صابرت عن مرض أم عن مشكلة و لكن لدى التدقيق وجدوا أنها نتجت عن كثرة ما يحمله الإمام على ظهره للأيتام و المستحقين

هذا ما يجب أن نظهره ، والكثير من ذلك وسائل الإعلام اليوم .

المحور الثاني:-  هو محور السيدة الحوراء زينب رضي الله عنها و أرضاها التي لعبت دوراً مهماً لا يمكن لأحد أن يجهله ، لكننا نجهل ماذا يجب أن نعمل تجاه هذا الدور الإعلامي الهام ،  يجب أن نقرأ هذا الدور الذي مارسته خلال معركة الطف قراءة واعية متدبرة و ليست قراءة طائفية

نجد أن أعداء الإسلام أخذوا بآل بيت رسول الله إلى أرض جرداء وهي أرض كربلاء كأنهم أرادوا أن يقتلوا هذه العائلة وهذا النسب ويقولوا للدنيا بعد ذلك أنهم أكلتهم السباع أو قطاع الطرق أو أي عذراً أخر ، لكن الله تعالى أراد لهذه المرأة وهي امرأة رسالية وهي امرأة عن الملايين من الرجال

صحيح أن الله تعالى ذكر ( وليس الذكر كالأنثى )  لكن لا يتعلق بالمرأة التي تحمل رسالة   فهي امرأة رسالية  تحمل صوتاً تحمل حقاً تحمل موضوعاً

وهذا ما أوضحه الإمام الحسين عليه السلام ( أنا ما خرجت أشرا ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لأجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله )

لأن كانت هناك إشكالية في الأمة التي كانت تمشي في خط معوج فأراد الإمام الحسين أن يعدل هذه السيرة المعوجة

فوقفت السيدة زينب أمام طواغيت الدنيا  في كربلاء في الشام لتقول كلمة الحق وتحمل هذه الرسالة التي رأت بأم عينها كيف يذبح الأخ والصغير والكبير أي أنها شهدت الواقعة خطوة خطوة

طيب ما الذي علينا أن نفعله إذا ما أصبنا به كالذي أصيبت به هذه المرأة هل نجامل ؟

هل نغطي الحقائق ؟

والله لقد وقفنا إلى ما أصيب به العراق من احتلال

ولا يرضى إنسان غيور على وجه الأرض أن تصاب بلاده بالذي أصبنا به

ما الذي حمله ذلك العدو لنا

لقد حمل أفكار طائفية أراد أن يضرب جسد العراقيين فجاء بمشروع الطائفية

مشروعاً خبيثاً ما دخل في قرية إلا أفسدها فأدخل علينا بل أدخلوا علينا تلك الدول التي ساهمت في دخول المحتل لأرض العراق

أدخلوا علينا شراذم المتطرفين من خلال فتحهم حدودهم لأولئك المتطرفون أنفسهم الذين كانوا يفجرون المقابر في الجزائر

المتطرفون الذين لا يفهمون من الدين إلا القتل والذبح والتفجير فأعلنوها حرباً هوجاء علانية قالها الزرقاوي المقبور لأكثر من مرة في البداية انه يدعوا إلى ذبح الشيعة فذبح منهم الآلاف لعميق من الإعلام العربي و الإعلام العالمي و المفخخات يومياً تقتل بالمئات في بغداد وفي بعقوبة والموصل وتلعفر ويغطي عن هذا الإجرام بصمت رهيب إلى أن حدث تفجير القبة الشريفة في سامراء وحدث ما حدث من وجود رد فعل عند بعض الناس

إذا كنا نحن محبين حقاً لآل البيت كما ذكر الدكتور عصام

يجب أن نلعب دوراً مماثلاً لدور السيدة زينب

يعني حينما تأتي زمر القاعدة لتقتل أبناءنا  علينا أن نقول لهم

( كفوا أيديكم عن قتل العراقيين )

وحينما تأتي مجاميع أخرى تلبس عباءة علي والحسين ونسيء إلى المذهب الجعفري لتقتل العراقيين أيضاً علينا أن نقول لها :

( كفوا أيديكم عن ذبح العراقيين )

إذا محور الإعلام هو محور هام و محور مفيد لتنشئة هذه الأمة

المحور الثالث : هو أننا كيف من خلال حبنا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  نجسد الوحدة فيما بيننا

ما هو الدور الذي علينا أن نلعبه جميعاً في وحدة المسلمين

وأنتم تعرفون أن الوحدة بين المسلمين هي جزء من عقيدة المسلم

يعني الدعوة إلى الوحدة هي الدعوة إلى التعبد إلى الله سبحانه وتعالى

فالوحدة هي جزء من العبادة  ،  أن تدعوا إلى الوحدة لا الدعوة إلى مذهب من المذاهب و إنما هي الاعتراف  بالآخر و أن تتعامل مع الآخر

وأن لا تؤذي الآخر وان لا تكفر الآخر وان لا تقتل الآخر

علينا أن نجسد ثقافة الوحدة بين المسلمين عن طريق حب آل بيت رسول الله

 والله صدقوني يا أخوتي :

في العراق في أوج الفتنة التي بحمد الله اليوم بدأنا نتشافى منها و نتشافى من حرب طائفية كان مخططاً لها

ذهبت إلى أحد المؤتمرات في دولة عربية إسلامية ، وهنا أريد أن أشير ن سورية منفردة دون سواها من الدول العربية والإسلامية (سورية الأسد) التي فتحت ذراعيها واحتضنت العرب والمسلمين دون مقابل ، في ذاك المؤتمر عرض علينا الاستقرار و الأمن في أي بلد تختارونه بشرط أن تقضوا على كل شيعي في العراق

هذه الثقافة التي نعاني منها اليوم ثقافة إقصاء الآخر لم نقضي على هذه الثقافة إلا إذا اجتمعنا في العراق متكاتفين برفع ثقافة حب آل بيت رسول الله وكأننا حملنا هذا الحب أمام الجميع الشيعي والسني و الصائبي والمسيحي

ونقول لهم : نحن نتقدم إليكم جميعاً بحب آل بيت رسول الله فكفوا أيديكم عن القتال وعن اغتيال هذا الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى

وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعاً من محبي آل بيت رسول الله وأن يحشرنا تحت ظلهم

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....