السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد

إمام المتقين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى سائر إخوانه الأنبياء والمرسلين

أيها السادة الأحباء

أهلا ً بكم في هذه الكنيسة المشيخية  وأهلا بكم نيابة عن القس معن بيطار

لأنني وقفت في هذا المكان أكثر من مرة

بجلال أحمد في مهابة حيدر  

                                              قد أنجبت أم الأئمة زينبا

أيها السادة الأحباء لقد أقر التاريخ كله حديثه وقديمه وأقرت البشرية جمعاء بدور المرأة في خلق العظماء ولكن إقرارهم كان ربما لم يكن ذلك الإقرار على المستوى الذي أراده الله عز وجل في قرآنه الكريم وفي تشريعاته السماوية التي أنزلها الله عز وجل لذلك كثيرا ً ما يقولون خلف كل رجل عظيم امرأة

الإسلام يحبذ هذه الفكرة ولكنه يقول ويركز على أنه ليس كذلك أنه خلف كل رجل عظيم امرأة فهناك نسوة وهناك كثير من النساء الذين تسلقن سلالم العظمة هناك خلف كل رجل عظيم امرأة كذلك هناك عظيمات

إذا ً هل تبقى المرأة خلف الرجل لكي تبني العظمة هل تبقى منحجرة منكمشة في هذا الدور الذي أجلسها فيه كثير من الناس جئنا إلى هذا المكان الطاهر إلى بيت من بيوت الله كي ندرس ونقوي ونسلط الأضواء وعدسات المجاهر والتلسكوبات على حياة هذه المرأة العظيمة سليلة بيت النبوة وعقيلة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..  لكي نرفع للعالم راية بيضاء متمثلة بتلك المرأة الطيبة

أيها الأحباء عندما قرأت حياة هذه السيدة من أكثر من عشرين مرجع وعرفت أنه أكثر من خمسة وسبعين مترجم قد ترجموا لها .. هناك دليل وهناك نقطة وهناك حافز يجبر ويلح على الإنسان أن يدرس حياة هذه المرأة ولكني إذ أخذ في دراستي عن حياتها جانبين :

أما الجانب الأول فالفكر الإصلاحي الذي أطلقته السيدة زينب

تسرب إلى عقول الرجال وعقول النساء آنذاك في زمان السيدة زينب أن المرأة يجب عليها أن تبقى في بيتها ولا يجوز لها أن تشارك في السياسة ولا أن تقوم بأي عمل وإنما حسن تعبدها في تبعدها عن الرجال ولا تخرج من بيتها إلا مرتين المرة الأولى عندما تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها

والمرة الثانية عندما تخرج من بيت زوجها إلى القبر.. أما عندما قرأت حياة السيدة زينب تلك التي حملت راية الإصلاح فنسفت هذا الأمر من جذوره

عند السيدة زينب هذا الأمر غير عادي ربما كثير من الناس يقولون من هذا ومن أين أتى وكيف يتكلم أما عندما تتكلم السيدة زينب بنت السيد علي كرم الله وجهه أمها فاطمة الزهراء جدها محمد صلى الله عليه وسلم جدتها خديجة الكبرى أخويها الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة إلى ما أشبه ذلك عندما تقوم هذه السيدة لتنسف هذه الفكرة السيدة العالمة المعلمة ، الحربية المخططة ، السياسية المناضلة ،  التي علمت وتعلمت وعلمت الرجال أحاديث النبي صلى الله غليه وسلم هذه التي قادت الثورة الكبرى ضد الأغنياء والمتسلقين هذه التي حملت هذه الراية كانت عالمة ومتعلمة ومحاورة من الطراز الأول كانت تحاور أخاها الحسين وتشد على يده وتضع له أحياناً بعض الخطط ثم انطلقت لكي تخاطب المحافل الدولية لكي تتكلم الخطب العارمة البناءة التي سجلها التاريخ بالذهب لا بماء الذهب

أما الفكرة الثانية الثورة الإعلامية الزينبية الكلامية

أقول والله لو لا هذه المرأة لما كانت قضية الإمام الحسين رضي الله وتبارك وتعالى عنه بقدرتها وهمتها

تصوروا على أرض كربلاء أخوها ممزق الأشلاء وأبناء أخيها وقد قطعت رؤوسهم ووضعوا على الرمال ومع ذلك ما ثنى عزمها وإرادتها إنما شمرت عن ساعد الجد وقامت لتطلق كلمتها وتثور ثائرتها الإعلامية ولكي تضع قضيتها في المحافل الدولية

جاءت إلى أهل الكوفة المتخاذلين الذين تخاذلوا عن الإمام الحسين فخطبت خطبة ثم انطلقت إلى قصر الخلافة أمام يزيد كذلك تكلمت كلمة عظيمة

أيها السادة للكلمة في ديننا عظمة كلمة تدخل الإيمان وكلمة الإنسان من الإيمان فلا إله كفر إلا الله إيمان

لذلك أمنت بهذا المبدأ وبهذه الفكرة وانطلقت تناور وتحاور وتتكلم وتخطب حتى انتصرت قضيتها وجعلت قضيتها في المحافل الدولية واكتسحت الموقف حتى أخذت هذه الشهرة وأخذ حقها مجده في قلوب الناس أجمعين

أيها السادة كانوا متعاونين وثارت ثائرتها لكي تأخذ حقها وانطلقوا جميعاً         

لكي يتكلوا كلمة حق أمام السلطان الجائر وهذا أعظم الجهاد ونحن نقول اجتمعنا في كنيسة إنجيلية من مسلم ومسيحي وكاثوليكي وأرثوذكسي وإنجيلي وشيعي وسني لكي نوحد الصف نتعلم ونعلم الناس أن عدونا واحد كانوا قديماً يناضلون ويخطبون ولقد وضعت السيدة زينب قضيتها أمام المحافل الدولية وكسبت ذلك الموقف تعالوا بنا لنتعلم من مدرستها تعالوا بنا لنتعلم إن كسر سيف الحسين في كربلاء فإن كلمة الحق التي تبنتها زينب شهرت في كل أنحاء العالم إن عدونا واحد وإن عدونا لا يفرق بين السني والشيعي ولا بين كنيسة ومسجد إن عدونا هو العدو الصهيوني الذي احتل بيت لحم والمهد والقدس فتعالوا  بنا كي نتضافر ونكسر بإرادتنا سيف باطلهم..

 وأسأل الله لهذا المؤتمر ولكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته