بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله واله وصحبه ومن والاه وإخوته أنبياء الله من ادم صفوة الله إلى عيسى روح الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد ممثل السيد وزير الأوقاف راعي المهرجان
السادة ممثلي السادة الوزراء – السادة أعضاء السلك الدبلوماسي
السادة العلماء
أيتها الأخوات – أيها الإخوة
أحييكم أجمل تحية وأرحب بكم مهنأ بالذكرى العطرة لميلاد سيدة البيت المحمدي السيدة زينب عليها السلام لسيدي رسول الله (ص) ولوصيه أميري علي بن أبي طالب ولابنته شفيعتي فاطمة الزهراء بذكرى ولادة ابنتهم السيدة المقدسة زينب وأهنئكم أيها السادة الأكارم وانتم في هذا الالق الروحي والتجمع الوحدوي من كافة الديانات والأطياف والشرائح والنخب تحت قبة السيدة زينب الثقافية وسط عاصمتها دمشق التي احتضنت فكرها ومنهجيتها وجسدها الطاهر ..
دمشق التي يفتخر المتحدث عنها وهو يرى بأم العين شعبا جاء بكل أطيافه وطوائفه نساء ورجالا ليتبادلوا التهاني بولادة سيدة البلاد زينب المقدسة عليها السلام ،الذكرى 1425 ، اجتمعوا مؤمنين بمنهجيتها وفكرها وثقافتها ومستذكرين تلك المواقف الفريدة المشرفة التي وقفتها السيدة زينب عليها السلام هنا في دمشق لتعلي كلمة الحق وتدحض كلمة الباطل ، وتعلن منهجية الإصلاح التي نهض من اجلها شريكها وشقيقها الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم كله وعلى مر الدهور والأزمان من اجل حماية حقوق الإنسان والحفاظ على عزته وكرامته التي هدرتها قوانين الطغاة اللااخلاقية ، فكان الإنسان غاية النهضة الإصلاحية المباركة وكانت حريته وتحرره من قيد الطغاة هدفهم ، فاجتثت السيدة زينب مصطلح الطغيان وهزمت الطغاة وبددت أفكارهم وأوهامهم الهدامة ..
من ذلك كله حرصت مؤسسة بيت النجمة المحمدية أن تنشر هذا الفكر في ربوع سورية ومنها إلى أوطاننا وبلداننا ..
فأخذ العلماء والمثقفون والأدباء من كل الطوائف والديانات قراءة هذا الفكر واستيعاب هذه المنهجية وتشجيع مريديهم من أبناء الوطن في قراءة متدبرة لشخصية السيدة زينب عليها السلام والاستفادة في بناء إنسان يسير نحو طاعة الله وتوحيده لبناء ذاته ومجتمعه ..
وحرصت المؤسسة أن ترفع توصية إلى حكومة الجمهورية العربية السورية الموقرة من اجل تدريس منهجية السيدة زينب عليها السلام في المناهج التربوية ليتعرف الناشئة والشباب على السلوكية التي انتهجتها هذه المرأة العظيمة والمنهجية الإصلاحية التي نادت بها ..
وفي اجتماع عقدته المؤسسة في دمشق بحضور العلماء والمثقفين والمربين من الطوائف الإسلامية والمسيحية تداول خلاله المجتمعون كيفية تفعيل هذه التوصية، ونحن إذ نجتمع اليوم في العام الثامن عشر من إحياء هذه الذكرى المباركة ، وعندما أقول الثامن عشر لا لعمر المهرجان فحسب بل إن هذه السنة أحدثتها النجمة المحمدية لأول مرة في سورية منذ عام 1992م – 1413هـ ،
من اجتماعنا هذا نرفع التوصية إلى الجهات المعنية للتفضل بدراستها وتفعيلها لان كل ما في منهجية السيدة زينب التي تحدث عنها أكثر من ثلاثمائة شخصية إسلامية ومسيحية ومن على هذا المنبر خلال أعوام المهرجان الثمانية عشر هي ثقافة بناءة لإصلاح الذات والمجتمع ولكي يستوعب كما ذكرت أبناء هذا الوطن أن أمتهم امة مبدعة وحضارية تبغض العنف وتهمش الطغاة وترغب في تأسيس مجتمع حضاري بناء ..
والسيدة زينب خير مثال يحتذى به ثقافيا وسياسيا ونضاليا ، إذ اهتمت منذ صباها بالمعرفة وتعليم رسالة السماء إلى المرأة التي كانت تنظر إليها أنها نواة هذا المجتمع وهي بيدها تتمكن من فرض الحق ورفض الباطل ، وكانت قائدة الميدان يوم لم يبق قائد بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين (ع) في كربلاء فغيرت بثقافتها الرسالية وبلاغتها النبوية موازين الطغاة وقراراتهم الهدامة بسياسة اللاعنف ودحضت أكذوبتهم وترفعت عن الرد على استفزازاتهم فأصدرت ببيانها قوانين التحدي للطغيان وأنذرتهم بمصيرهم وحتفهم بخطابها لطاغية عصرها وكان بيانها إنذارا لكل الطغاة على مدى العصور والأزمان :
فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ، وما أيامك الا عدد وجمعك الا بدد ورأيك الا فند ،
فذكر زينب يهز الطغاة لذا حارب كل طاغية هذا الفكر وهذا الذكر ، أما المناضلون والشرفاء استوعبوا فكر زينب وأهل بيتها الأطهار واحتضنوا حملته كما لمسنا يوم حوربنا في بلادنا في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم وأصبح الموالي ملاحقا ومحاربا ومهددا فهاجر الناس وهجر الكثير من أبناء شعبنا العراقي دون ذنب وما ذنبهم الا ولائهم لأهل البيت فاخرجوا من ديارهم بغير حق ومورست عليهم كافة أنواع القهر والنفي والتعذيب ، فاحتضن الرئيس حافظ الأسد طيب الله ثراه هذا الشعب وفتح له أبواب سورية على مصراعيها ومنحنا حقوق الإنسانية التي هدرها الطاغية ونظامه وأتاح لنا فرصة نشر الثقافات البناءة وفي مقدمتها ثقافة أهل البيت عليهم السلام واستمر هذا النهج مع الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله ، فمنذ ثمانية عشر عام نعمل ضمن هذا الإطار الذي استوعبته كل الشرائح الثقافية والاجتماعية من كافات الديانات وآزرته مشكورة فاني أقف لأوجه شكري وتقديري لسورية قيادة وشعبا على هذه المؤازرة الأخوية واخص بالشكر وزارات الثقافة والإعلام والأوقاف التي رعت أعمال مهرجاننا الثامن عشر وإصداراتنا السنوية من مجلة النجمة المحمدية واهتمام السيد وزير الأوقاف شخصيا بهذا النشاط الفكري الثقافي وإيفاده ممثلا عنه مستشاره الأستاذ الدكتور نبيل توفيق سليمان نظرا لوجود السيد الوزير خارج القطر منذ الأحد الماضي ، وان مؤسستنا تشكر لسيادته هذا الموقف وهذه الوقفة وهي تعلن عن تقديم درع النجمة المحمدية –السيدة زينب(ع) وتسليمها لسيادته عند عودته بسلامة الله ..
والحمد لله أعيدت العلاقات الدبلوماسية مؤخرا بين بلدينا العراق وسورية بعد قطيعة دامت ثلاثة عقود تقريبا وها نحن نستقبل أول سفير للعراق في سورية قد حل في البلد منذ بضعة أشهر حرصت مؤسسة بيت النجمة المحمدية أن توجه لسعادته الدعوة ليكون متحدثا في المهرجان الثامن عشر انه الأديب الأستاذ الدكتور علاء الجوادي شكرا لحضوره والقه وشفافيته وباعتزاز فان المؤسسة تقدم لسعادته درع النجمة المحمدية – السيدة زينب عليها السلام تقديرا لاهتمامه بهذا العمل الثقافي الولائي ،ومشاركته الفعالة في أعمال هذا المهرجان وتتمنى من الله تعالى له التوفيق والسداد والتأييد في رفع راية عراق آل محمد (ع) في دمشق عاصمة السيدة زينب (ع) ..
واني إذ أوجه الشكر لكم جميعا أيها الأحرار على حضوركم وتشرفنا بمقدمكم ومؤازرتكم فأوجه أجمل ترحيب بكم جميعا فردا فردا امرأة ورجلا شبابا وكهولا ولولا الإطالة لذكرتكم بالأسماء اسما اسما من السادة العلماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي من كافة الطوائف والأدباء والمثقفين والسياسيين وسأذكر الوفود أثناء الجلسة ..
بكم جميعا أهلا ومرحبا في دوحة السيدة زينب الثقافية ومؤتمرها الثقافي السنوي الثامن عشر ..
ولا يفوتني أن اشكر البادرة الأخوية القيمة التي طرحها نيافة الأب طاهر يوسف راعي كنيسة سيدة دمشق مسؤول العلاقات المسيحية الإسلامية في دمشق باستضافة المهرجان الثامن عشر في رحاب كنيسة سيدة دمشق شكرا له موصولا بالشكر لمن سن هذه السنة الحسنة نيافة القس معن بيطار الذي استضافت كنيسته الإنجيلية المشيخية في محردة المهرجان الخامس عشر
كما واشكر جزيل الشكر وسائل الإعلام المتعددة التي حضرت لتغطية أعمال هذا المؤتمر ..
وشكري الجزيل لإدارة المركز الثقافي العربي بالمزة وكافة العاملين فيه الذين بذلوا قصارى جهدهم في تهيئة كل ما يلزم لإنجاح أعمال المهرجان0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...