قصيدة الشاعر الكبير الدكتور محمد عباس علي
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول
الله وآله وصحبه ومن والاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أيها السادة: من أقصى مدينة إلى أقصاها، وبخاصة السادة العلماء
والأدباء والمجاهدين إسلاميين ومسيحيين.
أيتها السيدات والسادة أسعد الله مسائكم.
لئن أبخل ترحيبنا الأستاذ عصام عباس فلن أسيء الظن به، لقد سبق لجده
عبد الله بن عباس الصحابي الكبير أن رحب بنا وقال:
Sالشعر
ديوان العربR،
فالذي يكتب
ديوان العرب لا يؤخذ عنه.
إلى سيدتي ومولاتي عقيلة آل البيت زينب التاريخ.
سُعدت بكِ الذكرى وحقٌ تسعد
والأفق والنسم اللطاف وضحوة
كلٌ تحضّر حاملاً صلواته
يتنظّرون مع الضُّحى طيفاً
تعلو وتشهق بالشّذى صيحاتهم
أهلاً بوافدة النبوّة والهُدى
أهلاً برائدة تسامى فعلها
وإذا على بُعد الزّمان يضمّنا
ضربتْ بأعماق السّنين جذُوره
كتبت لكِ الأملاك يوم ولادةٍ
يا روعة الميلاد تبزغ زينب
ويهلّ وجه المرتضى متلألأً
قد كنته الغصن الذكي وعوده
لكن تخيّرت للقضا لمهمة
عقدوا عليك أمانةً لرعاية السّبط
ومشيتِ من فوق الجراح أميرةً
وبدوت شامخة الجبين كأنّما في
هي السلطة الحق الحقيق تعيشها
مولاتنا يا أمّ هاشم هذه
بدأت مع التاريخ رحلة مجدها
هي أقدم المدن التي عُمرت
واليوم عاصمة الثقافة تعتلي
إبداعها متتابع لثقافة من
رُزقت على عطف الطّوالع قائداً
فتح الحياة على المعاصرة التي
فتجدّدت أحلامنا وقلوبنا
وزيادة تمت لنا البشرى
يا قامة المجد الأثير تعاظمت
لم يأل جهد الحاسدون سفاهة
فاجأتهم بحصانة وبحكمة
والشعب بات على يقين راسخ
أعقيلة النسب الزكي المجتبى
من للأسيرة غزة وحصارها
والقدس ترزح في القيود وقد
وعراقنا ثوب الخراب بدولة
أضحى ومفترق الدروب يشدّه
والواقف العربي بين عروبة
وأشدّ ما يسيء زعامة بعضهم
أو لم يسبّوا المصطفى وشعابه
أيراقصون زعيم من رقصوا
أيكون هذا خدمة لمصيرنا
وضعوا لحاهم في سلال بيوضهم
يا أمة الإسلام لولا محمل
نفط الخليج مموّل صدقاتهم
هذا هو الزمن الرديء يلفّنا
يسقوننا لبن الكلاب فننتشي
ويُرى كيان العنصرية معبداً
ونمدّ له الرقاب وننحني
لم يبقى للأسف الشديد ممانع
والشّرفاء في أوطاننا من
نتمثّل الرفض الشجاع مهمّة
ونعيش محفل كربلاء ونرتقي
فتكفلي يا أم هاشم محفلاً
أنتم محطّ رجائنا وسؤالنا
متوسلين بحقكم وبقدركم
لكم مودتنا ولاء خالص
|
|
وزهى المقام وراح منه المرقد
والطائفون العاكفون السُّجَّدُ
وبدا المصلّى باسماً والمسجد
ولا كلّ
الطُّيوف وحسبهم أن
يشهدوا
يا زينب التّاريخ حان الموعدُ
أهلاً بزينب ندوة تتوقد
لا الأمس يمحو ما فعلتِ ولا الغد
حفلٌ نبارك مولداً ونمجّدُ
ولا قائلها من نجوم محتد
في أحرفٍ من نور نِعم المولد
فتُسرّ فاطم والنبي محمّد
ويفوح عطر هاشمي مفرد
ريّان من طهر الرسالة أملد
عظمت وشعّ جبينكِ المتورد
الحسين إذا ادلهمّ المشهد
وبرغم سطوة ما رأى المتسوّد
قصرهم أنت المطاع السيّد
سلطانة تبعث النور وتنشد
شام العروبة شامةً تتفرّد
تعطيه ما يؤني مداه وترفد
على مرّ العصور وغصنها يتأوّدُ
صهوات مجدٍ والرّكائب حشّدُ
قدم ما أبدى الثقافة أبجدُ
هو حافظ الأسد الهزبر الأصيد
ازدحمت بما فعل البُناة وشيّدوا
إنّ الربيع وإن ذوى يتجدّد
وهل إلا ببشار تتم وتحمد
أمالنا مما شهدت وتشهد
فيما أقاموا للعداء وأقعدوا
وبرعت في ما نستضيء ونرشد
أنت الرجاء وأنت أنت المنجد
ناجى بأقصى القدس وهو مصفّد
والظلم طاغٍ والظلام معربد
ونت مما أقام المعتدون وهوّدوا
من فرط ما قد أحرقوا واستوقدوا
للقسمة الطيغى خريبٌ أجرد
وتأمْرُكٍ يجتاحه المستورد
وهم لأمريكا الجباة الأعبُد
ماذا أثار الخاتم المتودّد
على أشلائنا واستمرأوا واستأسدوا
ممن تراقصت مهامهم واستفسدوا
ويح اللحى حين البيوض تتقصد
نحياه لاحتقر السيوف المغمد
ليفتّتوا أوطاننا ويبدّدوا
بعباءة فيها الردى يتجسد
بالطائفية مشرباً ونعربد
للغرب في باحاته يتعبّد
وكأننا برضائه نتعمّد
إلا الشريف الرّاضخ المتمرد
قاوموا زحف الغزاة وفنّدوا
ونقول لا بل ألف لا ونهدّد
صُعداً إليه ويستطيل المصعد
نصبو مع الخلاص وننشد
والباقون كل الرضا والسؤدد
يحمي الشام القاتل المتمرّد
والله يعلم ما نكنّ ويشهد
|
والسلام عليكم.