منهجية السيدة زينب وثقافة الإعلام : الإعلامي الدكتور رمزي نعسان آغا

 

السلام عليكم ورحمة الله.. تعقيباً على ما قد جاء في بعض الأحاديث، أحبّ أن أقول: ﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ[1].. فكل إنسان مسلم أمره لله ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ       ﯲ 

 

 

 

 [2].

 

 

 

ولكنه لن يكون مسلماً مؤمناً حقاً إلا بالإيمان بالأنبياء والرسل، فقد جاء الرسول الأعظم 9 مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل، هذا هو الإسلام الواسع الذي على

 

 

 

 صفاءه تتسع الآفاق.

 

 

 

أيها السادة.. هنا في ربوع دمشق رقد الجسد الطاهر في نومته البديعة، وانطلق الفكر والمنهج برسالته وديمومته.. إنه فكر ومنهج المدرسة المحمدية التي تربّى عليها

 

 

 

 وتمثّلها آل بيت الرسول الأعظم محمد 9، ولعل من أبرز العبر في ذكرى السيدة زينب 7 أنها المدرسة الجامعة للرؤية الإسلامية للتربية الصحيحة للمرأة المسلمة، ابنة

 

 

 

 كانت، زوجة كانت، أو أختاً، ولنا في سيرتها العطرة ما يثري الجامعات والأسر لهذا الخلق العظيم، وهذا النضال، وهذه الصرخة، صرخة الحق في وجه الظالم.

 

 

 

ومما نجده في حياة المرأة العربية المسلمة، وما نحب أن يترسّخ هو صورة المرأة الزينبية، التي تجاهر بالحق وتتخذه سلاحاً تدفع به قوى الظلم، ولعلّي أقف قليلاً عند

 

 

 

 

 صورة المرأة العربية في الإعلام التي أرادت لها بعض الأيدي أن تخرّب صورتها وتشوّهها، وتقدمها سلعة لا تستطيع أن تبني الحياة إلا من خلال الغرائز، وصورة

 

 

 

 أخرى تطلّ علينا من واقع الحياة تنقلها وسائل الأعلام، ولا تصنعها صورة المرأة المناضلة التي تقدّم للوطن وللإنسان كل الخير، وتناضل ضدّ عصف الظالمين، فها هي

 

 

 

 في كل مكان في مكان من أراضينا المحتلة تقف بشموخ أمام آلة التدمير التي لا تفرّق بين رجل وامرأة وبين طفل وشيخ.

 

 

 

 

وأسوق لكم من خلال تجربتي الإعلامية لقائي بإحدى الأمهات اللواتي تعرّضن للظلم حين قصف بيتها في القنيطرة عام سبع وستين، واضطرت لمغادرة المدينة المعذّبة،

 

 

 

 وتحت جناحيها خمسة أطفال حملتهم معها في رحلة نحو دمشق، ولكنها وبإصرار من المرأة التي تمثّلت سيرة حياة جدتها العربية المؤمنة بوعيها الحضاري، أنها لن

 

 

 

 تستسلم للظلم كما جدّتها الزينبية، وعدت قنيطرتها بأنها ستكثر من الأولاد، وستعلمهم في شامنا الأدبا.

 

 

 

هذه الأم أنجبت اثنا عشر ولداً علّمتهم، فصاروا جميعهم أطباء أخصائيين يرفدون الحياة بالأمل، ويثبتون مع أمهم أنّ إرادة العدو لم تستطع أن تكسر فيها العزيمة والدفاع

 

 

 

 عن الحق، والإصرار على الإعداد للنصر.

 

 

 

لقد أعددت أبنائها اثنا عشر طبيباً (وبورد ما شاء الله)، يقول الشاعر عيسى أبو علوش في هذا المشهد الدرامي الذي صنعته التلفزة عن واقع هذه المرأة، عندما تقف

 

 

 

 على رمية قريبة مطلة على القنيطرة، وهي ترحل عنها تنزح عنها، تقول:

 

 

عهداً قنيطرتي أني سأكثر من

 

 

ولدٍ أعلّمهم في شامنا أدبا

 

 

 

وعندما تعود بعد أن رفع السيد الرئيس الخالد & العلم فوق سماء القنيطرة، تقول:

 

 

 

 

 

إنّي أقدّم يا أمّي قنيطرتي

 

 

ولدي أطباء فصاروا لكم نُجما

 

 

 

هذه المرأة، وهذا النهج، هو مستقىً من فكر ونهج المرأة المسلمة، سليلة بيت النبوة، الصابرة القادرة على تجديد الحياة بفكر ووعي.

 

 

 

نحن نتلمس الحاجة إلى هذا الفكر في كل ملمح من ملامح حياتنا، في صراعنا مع عدونا، وفي حاجتنا إلى هذا الفكر في إشادة صروح البناء الداخلي للإنسان العربي، أياً

 

 

 

 كان موطنه.. نحن في الشام نفخر باحتضان هذا الصرح المبارك، هذه المدرسة الجامعة المفتوحة التي تنهل منها الأجيال الثقة بقدرة الحق على دحر الباطل.

 

 

 

أيها السادة الأفاضل.. إنّ في منهجية السيدة زينب 7 دروساً يستفاد منها في تطوير الإعلام وثقافة الإعلام، وهي الصورة المشرقة للمرأة العربية المسلمة التي ما زالت

 

 

 

 تعطي للحياة قدسيتها، وتعطي للأسرة العربية مكانتها.

 

 

 

أيها الأحبة.. على حب سيدنا رسول الله 9، وعلى حب آل بيته الكرام، واحتفاءً بذكرى مولد سيدة بيت المحمدي زينب 7، نلتقي في كلّ عام لنجدّد الولاء لآل بيت سيدنا

 

 

 

 رسول الله +، ولنؤكّد على أن مسيرة الحب تنبع من فيض حبنا لرسول الله وآل بيته الكرام.

 

 

 

أشكر لكم حضوركم، وأشكر لأسرة النجمة المحمدية جهودها في إحياء هذه الذكرى العطرة، وإتاحة الفرصة لي ولكم لهذا الحضور الكريم.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


[1] آل عمران: 19.

 

[2] آل عمران: 83.