بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة بداية يسعدني أن أحيكم وأرحب بكم في محافظة حماة مدينة النواعير مدينة أبي الفداء هذه المحافظة الموغلة في القدم والتي تكتنز العديد من الحضارات حيث تحكي كل حضارة فيها قصة شعب عاش ونقل وتناقل عنه من جاء بعده ما أخذ وما قدم .

إذاً هذه المدينة التي قلت عنها ذات يوم أنها تقوم على  نهر من الكنوز الأثرية فهذه الآثار ما أتت  بها السماء ، وإنما صنعتها البشر وتحتفل اليوم بعنوان ثقافة الاحتفال بذكرى ميلاد السيدة زينب وإن هذا العنوان له جملة من المعاني والأدلة ليس المهم أن نتغنى  لكن المهم أن نعتبر فالعبر دروس مستخلصة من التجارب والأحداث التي قد مرت بها الأمة.

نحن في سوريا والاحتفال بهذا العام كما سمعت للمرة الخامسة عشر بذكرى ميلاد السيدة زينب ، نحن في سوريا نؤمن أن الدين لله والوطن للجميع وأننا نفهم مسالة الثقافة على أنها حاجة عليا للجميع وهذه الثقافة لا يمكن أن تترسخ إلا من خلال الحوار  و الحوار لا يمكن أن يعني أن يتخلق كل فكر أو كل ذي مبدأ في خندق وبالتالي نصل إلى حالة الاختلاف مع أني أرى أن الاختلاف مشروع لكنه مشروع لنصل إلى الاتفاق ،  قد نختلف لكن نختلف حتى نتثقف، هذه الثقافة التي تحكي قصة عندما نتحاور يجب أن نستخلص منها العبر ونحن في سورية في ظل نهج التصحيح المجيد بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد حيث أن من خلال ما أرساه في حياتنا  أهمية المرأة  ( الأم – الأخت – المدرسة )

الأم مدرسة إذا أعددتها            أعددت شعبا ً طيب الأعراق

الأم التي كان لها دور في التاريخ وفي رسالات الأنبياء وفي صنع الحضارات ،  المرأة لم نتعامل معها عبر التاريخ كما يصفها البعض أبدا ً رأينا فيها على الدوام أنها نصف المجتمع لا بل هي التي تصنع النصف الآخر ،  عندما قال القائد الخالد حافظ الأسد : المرأة ثغرة ما لم تطلع بدورها في المجتمع سينفذ المستعمر منها من أجل ضرب وحدة هذا الشعب ، كان يدرك تماما ً أن عملية التنمية لن تتم إلا بإطلاع المرأة بدورها في المجتمع ، هذا الكلام لم يبق  قولا ً في الأسفار أو في أمهات الكتب إنما انتقل إلى الواقع ترجمة عملية فعلية لذلك نجد المرأة في حياتنا تطلع بدورها بشكل كامل فها هي المرأة الوزيرة والسفيرة والمديرة والمعاونة للوزير والمرأة النائبة وفي الحزب ومجلس الشعب والإدارة المحلية نحن نفهم الاحتفال بهذا المنطق وبهذا المنطق نفهم العبر التي يجب أن تستخلص من المآثر التي قدمها الذين سبقونا ونستفيد منها ترجمة في حياتنا لأننا نعيش اليوم في ظل عولمة كما تفضل حجة الإسلام لكن هذه العولمة ظالمة إنما هي مجموعة من القيم الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لكنها في النهاية ترمي إلى اضطهاد الشعوب ونهب ثرواتها وبالتالي السيطرة على خيراتها .

عندما تقدر الأمم والشعوب الأعلام في تاريخنا إنما تحاول أن تستفيد من الدروس التي قدموها لتترجم هذه الدروس في حياتهم العملية فعلا ً منطلقا ً حقيقيا ً من أجل التطور والتقدم ولا بد لي أن أقول بهذه المناسبة أن السيد الرئيس بشار الأسد ومنذ توليه الولاية الدستورية التي ابتدأت بعد رحيل القائد الخالد حافظ الأسد قد أكد في خطاب القسم وفي كل الخطب وكل اللقاءات التي جرت أكد أهمية الدور الذي يجب أن تطلع به المرأة وهو الذي أطلق في خطاب القسم مسألة الحوار والرأي الآخر لكن الشرط الأساسي في نجاح أي حوار في أي مجتمع كان أن نبدأ من القواسم المشتركة التي نتفق عليها وبالتالي نجري الحوار عليها لا أن نبدأ من النقاط التي تشكل عند البعض شيء من الاختلاف نبدأ من النقاط التي تشكل قواسم مشتركة لنعزز هذه المسألة .

كلنا نجمع على وحدانية الله وأن الأديان منزلة من عند الله وأن الحالة التي نعيش ليست حالة تعايش إنما حالة العيش ، وهناك فرق بين التعايش والعيش :

التعايش هو حالة التلاؤم والتوافق والتناغم والاتفاق ،  أما نحن نعيش حالة عيش لأننا في هذا الوطن وفي هذه الأرض جذورنا ضاربة لا فرق بين مواطن ومواطن إلا بالقدر الذي يقدم لهذا الوطن ويساهم بعملية التنمية ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وهنا أكرمنا من يؤمن بهذا الوطن ويؤمن بحالة التوحد غير المسبوق التي يعيشها الشعب من يؤمن أن قوتنا لا تكون إلا بوحدتنا وأن وحدتنا هي سلاحنا الأمضى والأقوى في كل ما حققنا وكل ما سنحقق

هو المواطن الذي يؤمن أن الهجمة التي نتعرض لها والحملات الظالمة التي نتعرض لها إنما تستهدف وجودنا جميعا ً. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفرق بين مواطن ومواطن مهما كان ذكاء ذلك الصاروخ أو ذكاء تلك القنبلة لا يمكن أن يكون هناك استثناء بالجميع

لذلك علينا أن ندرك أن مسألة الإصلاح يجب أن تأتي استجابة لحاجة الداخل –أن تجيب على أسئلة الشعب –أن تلبي مطالب الأخوة المواطنين ، لذلك علينا أن نؤكد أننا في سورية وبقيادة الرئيس بشار الأسد ومن خلال وحدتنا الوطنية التي نعيش سنتمكن بعون الله من مواجهة الهجمات الظالمة في سفينة واحدة ربان هذه السفينة هو قائد هذا الوطن وسيد هذا الوطن هو الرئيس بشار الأسد.

أيها السادة نحتفل بكل المناسبات ونحيي الذكريات في عيد الميلاد احتفلنا بذكرى ميلاد السيد المسيح احتفلنا ، واليوم نحتفل بميلاد السيدة زينب هذه الاحتفالات هي محطات في تاريخ الشعوب ولكنها ليست محطات للمرور عليها أو إلقاء الخطب فيها هي محطات نتوقف فيها نسلط الضوء على المناقب ونحاول أن نستخلص الدروس والعبر لنوظفها في حياتنا حتى نتمكن من مواجهة ما نتعرض إليه .

بهذه المناسبة لا بد لي أن أهنئكم بهذه الذكرى ذكرى الميلاد وأن أهنئكم بهذه الاحتفالية وبهذا المهرجان ونؤكد أننا في سورية على الدوام اعتبرنا العروبة هي الجسد والإسلام هو الروح والعلاقة بين الجسد والروح علاقة أزلية وعلى الدوام كان القائد الخالد حافظ الأسد في لقائه مع رجال الدين وفي كل المناسبات يؤكد على قيمة الإيمان باعتبار أن الإيمان هو العامل الذي يوحد بين الجميع لكنه الإيمان الصادق الذي ينطلق أولا ً من حب الوطن ،  أوليس حب الوطن من الإيمان ،  هكذا يجب أن نفهم هذه المسألة وهكذا يجب أن نتعامل مع هذه المسألة ، أن نكرس احتفالاتنا ومناسباتنا لنعزز القيم التي أرساها في حياتنا القائد الخالد حافظ الأسد والتي يبني عليها اليوم القائد الواعد السيد الرئيس بشار الأسد والحياة نضال وبالتالي لا يمكن أن يفوز بها إلا صاحب الجد والكد والذي يتابع على هدى من قيم وجدت وأرسيت في حياته لذلك نحن نعتز بقيمنا ومثلنا نعتز بالعظام في حياتنا ونستلهم من سيرة القائد الخالد حافظ الأسد الخطى والملامح التي نسير عليها ونسير في مسيرة التطور والتحديث التي يقودها القائد الرئيس بشار الأسد .

ويعطيكم العافية .