المهرجان الثامن عشر
كلمة
الأب طاهر يوسف راعي كنيسة سيدة دمشق إلى المركز الثقافي العربي بالمزة
أوصانا القديس بولس في رسالة انه لو دخلتم على مكان فألقوا السلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم اشعر بارتياح كبير وأنا أتكلم .. لذلك حتى أكمل ما قاله الشيخ الذي كان يقرأ كلام الله بخصوص السيدة مريم العذراء التي طهرها واصطفاها من بين نساء العالمين وأتوقف عند قوله تعالى : والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا .. في الترجمة اليونانية تعني كلمة دمشق المسك ، هذا المسك التي تفوح به منطقتنا هو ليس عطر الأرض وحدها ولكن عطر من هم بتلك الأرض الدمشقية الطيبة منذ زمان كثير رووها بدمائهم ونذكرهم على مدى التاريخ ونذكر فكرهم .. ولكن اليوم نذكر ونتذكر تلك السيدة التي أضافت عطرا جديدا لدمشق لتصبح دمشق متعطرة بعطر جميل مميز ..
اليوم أتيت لأتكلم بما أنني من أبناء مريم العذراء عليها السلام التي تحرس دمشق من شمالها كما السيدة زينب تحرس دمشق من جنوبها كي تكون دمشق محروسة من سيدتين عظيمتين ويكون أبناء دمشق أبناء تلك السيدتين مجتمعين معا حتى يضيفوا ويشموا ذلك العطر الجميل الذي عطرته السيدة زينب عليها السلام في هذه الأرض الدمشقية العامرة ..
اليوم أتيت لاستأذنكم جميعا بان يكون يوم غدا اليوم الثاني لهذا المهرجان الكبير فمثل حضوركم اليوم سيكون يوم غدا في كنيسة سيدة دمشق راجيا الحضور الكثيف والتجمع هناك لنختتم هذا التجمع الروحي الجميل من عطر السيدة زينب عليها السلام .
عندما يأمرنا الدين بان نكون إخوة مع بعضنا البعض تجد في كل الكتب السماوية نقاط مشتركة هامة سأتكلم من الإنجيل المقدس:
" إذا كنت تحب الله الذي لا تراه وأنت تبغض أخاك الذي تراه فأنت بهذا كاذب كبير "
جوهر الدين ليس فقط قراءات تُسمع او صلوات تُقام .. جوهر الدين بالنسبة لنا كما قال القديس بولس الرسول " إن الإيمان غير المسبوق بالأعمال هو إيمان ميت "
لذلد فقضية الدين هو العمل وما نعمله اليوم ليس هو إلا شهادة أمام الله أننا أحبابه ونحن امتداد لبعضنا البعض ، وما حياتنا المشتركة مع بعضنا البعض إلا هي صدق وأمانة نؤديها لأدياننا أولا ثم نؤديها لبعضنا البعض ...
من هذا أريد أن أقول إن منطق السيدة زينب هو منطق الدين والإنسان القوي ...
والحقيقة عندما بعث لي الدكتور عصام سيرة السيدة زينب وجدت تطابقا كبيرا بين أدياننا وساداتنا ، وقد اندهشتُ من صلابة وعزيمة تلك المرأة ..
لذلك أيها الإخوة والأخوات أنا غدا انتظركم جميعا في كنيسة سيدة دمشق التي ستستضيف مع أبناء العذراء أبناء تلك السيدة الفاضلة زينب ، وهذا هو اجتماع عمل لنبرهن ما قالته أدياننا في توطيد العلاقات الإنسانية ..
أوجه شكري لكل من أتى اليوم لينجح معي هذه التظاهرة التي نتعطر منها جميعا ..
أوجه شكري لخادم تلك الرسالة الدكتور عصام عباس الذي خدمها زمانا طويلا والله يوفقه من السماء وينزل عليه بركات كثيرة على عمله الكبير ..
شكرا لله على جيل عطاياه ومنحه لنا جميعا
وشكرا للأنبياء والصالحين والأولياء .. وشكرا لكم جميعا.