المهرجان الثامن عشر
كلمة السفير العراقي بدمشق الدكتور علاء
جوادي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد واله الطاهرين وصحبه المنتجبين
ابدأ تحيتي وسلامي لمعالي السيد وزير الأوقاف لرعايته هذا المهرجان الكريم.
وأثّني بشكري واحترامي لأخي الدكتور الأستاذ عصام عباس مدير مؤسسة بيت النجمة المحمدية – السيدة زينب عليها السلام ..
وأحيي أخوتي وسادتي العلماء والحاضرين جميعا...
إحياء سير العظماء ومناسباتهم وذكرهم من مظاهر احترام الشعوب لتاريخها وجذورها وأصالتها ، والأمم التي تتنكر تاريخ عظمائها هي أمم تعيش في دياجير الجهل والظلام . وهاهي شعوب الدول المتقدمة تعلمت بعدما تعلمت منا كيف تعظم الأمم عظمائها ..
تعظيم عظماء الأمة هو تعظيم لرسالتنا الخالدة وتعظيم لدين ربها وتعظيم لقرآننا العظيم هذا من جهة ومن جهة أخرى فاحتفاء الأمم بعظمائها دليل على ديمومة أولئك العظماء في ضمير هذه الأمم . ولو استعرضنا تاريخ هؤلاء العظماء فمن هو أعظم من محمد واله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام وأصحابه المنتجبين ...
وتقف فوق هذا الهرم - هرم المجد – جوهرة التاج المحمدي السيدة زينب عليها السلام
فهي بنت النبي ووصيه بطل الإسلام علي بن أبي طالب وبنت الزهراء وشقيقة السبطين الحسن والحسين ...
ففي كل رأس من رؤوس تلك النجمة يخرج إشعاع اسمه زينب عليها السلام ..
هي عقيلة الهاشميين بل هي عقيلة العرب بل هي عقيلة الإنسانية التي تطلب التحرر والانعتاق . وقد تشرفت دمشق بهذه النبعة النبوية إذ أبى الله عز وجل إلا أن يُكرّم هذا البلد الطاهر بهذا النور المحمدي .. بعدما كرّم الله مكة ببيته الحرام وبمقام إبراهيم وحجر إسماعيل ، وكرّم الله المدينة بسيد خلقة وأهل بيته وابنته الزهراء وأزواجه وأصحابه ، وكرّم الله العراق بما كرّمه به من أئمة أهل الطهر والعصمة .
وان السيدة زينب هي قائدة الميدان في الظروف الصعبة .. وفي هذا الظرف الصعب الذي تمر به امتنا العربية والإسلامية وشعبنا العراقي بالخاصة نكون بحاجة الى استذكار القائدة العظيمة زينب عليها السلام فهي الدرس الذي يجعلنا نتخطى المحن والصعاب بثبات ومبدئية واستقامة وصلابة ..
أهل البيت لا ينتمون إلى طائفة بعينها ولا ينتمون إلى هوية بعينها بالرغم من أنهم سادة العرب ... لأنهم ينتمون إلى الله ومن ثم ينتمون إلى كل النبع الإنساني الصالح ، ورسالتهم هي رسالة الهداية للجميع ، فعشق أهل البيت والتمثل بحياتهم وإحياء أمرهم هذا لا يعني الانتماء إلى نوع محدد وإنما يمثل الانتماء إلى الإنسانية ...
لو قرأنا سير نساء العالم فسنجد سيرة السيدة زينب هي أعلى السير التي كتبها التاريخ : فلماذا لا نستفيد منها؟
ولا بد من ان نستفيد في مشاريعنا ونحن في القرن الحادي والعشرين كفكرة رعاية المرأة المحرومة وفكرة رعاية الطفل وفكرة حقوق الإنسان .. فهذه كلها مرسومة بشكل عملي فعال في سيرة السيدة زينب عليها السلام وبظروف وإمكانيات صعبة جدا...
كلماتها كانت تعلم الأحرار درب النضال وعطاؤها استمر متدفقا عبر الزمان والمكان .. واذكر ان عظماء الدنيا والمنطقة الذين انتهجوا خط السيد زينب أصبحوا خالدين بهذه المنهجية : كالشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر وهو مفكر العراق العظيم ومفكر العرب والمسلمين .. وكذلك الرئيس الخالد حافظ الأسد مثل بشموخه وعطاءاته امتدادا زينبيا آخر .. وكل من سار على نهج زينب سيقف شامخا في وجه الطغاة ...
في العراق عانينا الكثير ولكن ارتباطنا بالحسين وفاطمة وزينب وعترة النبوة أعطانا طاقات قوية جدا في مواجهة الطغيان .. وها نحن في العراق نشيّدُ عراقا جمهوريا ديمقراطيا فيدراليا دستوريا برلمانيا يسعى لتطبيق دولة القانون ويسعى لضمان حقوق الإنسان على الرغم من الرياح الصفراء والسموم السوداء التي تتلاقفه من هنا وهناك ..
ولكن العراق يأبى إلا أن يكون عظيما وشعبه يأبى إلا أن يكون كريما ، ومن هنا كان شعب العراق عصيّا على التقسيم وعصيا على كل المؤامرات الطائفية والفئوية والتحزبية ..
أثبت العراقيون انه لا يمكن جرهم إلى أي معركة جانبية ..
العراق اليوم لكل أبناءه ولكل طوائفه وقومياته والجميع ينبغي أن يتمتعوا بكل ثرواته وينبغي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم ..
وفي الختام إن مهام سفارة جمهورية العراق في سورية تنصب في خدمة الجالية العراقية وتوطيد العلاقة بين الشعبين العراقي والسوري وان تكون هذه العلاقة علاقة إستراتيجية أخوية عميقة .. وهنا لابد من أن أشكر الحكومة السورية على تسهيل مهام الجالية العراقية ..
وأخيرا أشكر الدكتور عصام عباس على دعوته الكريمة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .