السلام عليكم ورحمة الله

كانت سعادتي بالغة حين اتصل بي الدكتور عصام وسألني أن أتحدث في هذا المهرجان  وعدت إلى الكتب عن السيدة زينب وكنت قد قرأت عن السيدة وعن سيدات بيت النبوة بفترات سابقة فعادت إلي تلك العظمة التي كانت بها السيدة زينب وتصديها لما جرى في كربلاء ولما قامت به في سنتين تقل قليلا ً أو تكثر قليلا ً من أجل تخليد ذكرى سيد شهداء أهل الجنة

سئلت أن أتحدث في موضوع عنوانه دور المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية السورية في طرح الفكر والمنهج والخطاب الزينبي البناء الهادف وفي الحقيقة لم يتيسر لي أن أضع أفكارا ً على الورق لكنني وضعت خطة بحث أرجو أن أملأها في وقت مناسب

خطة البحث : مقدمة ثم ما هو المنهج والفكر والخطاب الزينبي البناء الهادف ثم ما هو دور المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية السورية ثم ملاحظات ختامية

في المقدمة لا أدري لماذا خطرت إلى ذهني كلمات قالها الدكتور صادق العظم أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق لسنوات طويلة في محاضرة للمنتدى الاجتماعي في دمشق ...  قال الدكتور صادق العظم : أنه يود أن يقتدي بشخص متواضع إذ سألت قداسة البابا أن يتقدم بمناسبة الذكرى 900  لإعلان حروب الفرنجة بشرح أقرب إلى الاعتذار لأحفاد ضحايا تلك الحروب 

قال الدكتور صادق العظم لعلنا نعيد النظر فيما جرى في كربلاء فيتقدم أهل السنة بنوع من الاعتذار لأهل الشيعة بل للإنسانية عامة عما جرى في كربلاء

في عالمنا اليوم نظرات إلى الماضي تعيد النظر في المظاهر التاريخية ترى ماذا يمكن أن يستفاد منها وهذا أمر من المفيد أن نضعه في جدول أعمالنا  

من المفيد أن ننظر إليه بدقة من المفيد أن ننظر في جنوب إفريقيا حين جرى انهيار النظام الفصلي العنصري بكلمة اعتذار  قالها رئيس وزراء جنوب إفريقيا الأبيض وتعلمون أنه في منطقتنا من العالم نعاني من موضوع التميز العنصري الذي تمارسه إسرائيل وتعلمون أن قرار محكمة العدل الدولية عن جدار الفصل العنصري ما يزال ينتظر قدراتنا لكي نطبقه لكي نعلنه ، لكي نعرف به وتعلمون أيضا ً أن رابطة الأستاذة البريطانيين  بمقاطعة أكاديميا  إسرائيل لأن هذه الرابطة قالت في بيان لها أن إسرائيل دولة تميز عنصري ولقد اعتبر البعض أن هذا القرار إحياء للقرار الذي لم نعتني به القرار 3970 الذي صدر عام 1975 ولم نعتني به عناية كافية فألغي عام 1991 قبيل مؤتمر مدريد إذا ً علينا أن ننظر إلى التاريخ و إلى كيف يمكن أن نستفيد من التاريخ في بناء المستقبل تلك هي المقدمة .

آتي إلى الخطاب الزينبي البناء الهادف ما هي صفات هذا الخطاب

السيدة زينب ع تحدثت في الكوفة وتحدثت في مجلس يزيد وكان حديثها دائما ً معتمدا ًعلى المقدسات الإسلامية عن التاريخ الإسلامي لكي ينفذ إلى القلب مباشرة خاطبت يزيد : يا ابن الطلقاء !! إشارة إلى الحادثة الشهيرة ،  

والخطاب  كان يعتمد على الصراحة والجرأة في الحق ليس هناك مهادنة في قول الحقيقة  أمام  المتلونين المزيفين الذين يريدون تزويرها لكن هناك شيء يجب أن نهتم له في الخطاب الزينبي بالاعتماد على الجو المحيط بالحاكم الظالم ففي خطاب السيدة زينب حيث تشعر أنها تستطيع أن تؤثر في هذا الجو لما كان نجح خطابها هناك إذا ً موازنة دقيقة بين حكمة الإحجام وشجاعة الإقدام وكانت الشجاعة هي التي دفعتها إلى الانتصار

دراسة ظروف القول والعمل والاستفادة مما تتيح هذه الدراسة ذلك أمر يجب أن نهتم له في نجاح الخطاب الزينبي ذلك النجاح يكمن في التعامل مع الظالم دون استجلاب رغبته القاتلة ودون تنازل عن المبادئ تلك نقطة هامة في الخطاب الزينبي

ما هو دور المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية في سورية في موضوع الخطاب الزينبي : أسأل أولا ً هل الخطاب  الزينبي هو زينبي فقط أم هو شيعي أم هو إسلامي أم هو إنساني هو حقيقة خطاب يجمع كل ذلك هو نشأ من السيدة زينب لكننا نجد صداه في الإعلام العالمي لحقوق الإنسان

نجد صداه في كل صرخة حق في كل صرخة عدل تطلق في العالم إذا ً ما هو دور المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية السورية في هذا المجال الدور واضح جدا ً أن نبشر بثقافة الثورة ضد الظلم أن نبشر بثقافة العدل أن نبشر بثقافة حقوق الإنسان

تحدث البعض ممن سبقني  في هذه الندوة عن أمور راهنة وأنا أحب  أن أقول أنني مع هذا الأمر الراهن منذ ثلاثين سنة في عام 1975 بدأت أحداث في لبنان وتلك الأحداث تضفي بظلالها علينا اليوم ليس في لبنان فقط وإنما في مناطق أخرى من وطننا العربي فكيف نتعامل مع ما يراد منا ونحن في ثقافة قومية واحدة يراد لها أن تتحلل في ثقافات  محلية عدة في عام 1976 بالمركز الثقافي بأبي رمانة ألقيت محاضرة بعنوان الثقافة القومية والثقافات المحلية تناقض أم انسجام ونشرت هذه المحاضرة مرات وأخر مرة في معهد البحوث العربية بوزارة معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1977 قلت آنذاك وأحب أن أستعيد ما قلته آنذاك منذ ثلاثين سنة

علينا من أجل صيانة ثقافتنا القومية من ثورة الثقافات المحلية المتناقضة معها أن نقوم بجهد واع  منسجم مع موقف التطور لزيادة تمازج الثقافات المحلية هذا يتضمن اجتثاث الفروع الراهنة للخلافات الماضية التي لم تعد لها مبرراتها وهذا يتضمن أيضا ً إخراج الثقافات المحلية من ضيقها لا سيما منهم ما فا ت من وقت مبرراته أو التجاهل المتعمد للتحديد العلمي  المستنير ونقلها إلى تحديد واعي ينسجم مع الثقافة القومية العامة

في أيامنا هذه: قلبنا على العراق ، قلبنا على لبنان ،  قلبنا على فلسطين ،  سلاحنا في المواجهة ، ثقافتنا القومية وحدتنا الوطنية ابتعادنا عن ثقافات محلية تشتت لا سيما في وضع يريد لنا فيه أعدائنا أن نكون  في صراع حضارات وأن نكون ضحية صراع تلك الحضارات ، تلك كلمات أحببت أن أقولها بهذه المناسبة التي سعدت أني دعيت إليها وشاركت بها .....

وأود أن أقول أنه بعد أسبوع في هذا المكان ستعقد محاضرة لقاء مع البروفسور ستيفن سايزر القس في كنيسة فرجينيا ورئيس جمعية الإنجيل البريطانية الدولية المهم علينا أن نهتم بصراع الحضارات  وحواراتها وأن ننطلق إلى دائرة أوسع فثمة دوائر في الغرب تود أن تقوم بتفسيرات عن الكتب المقدسة كي لا يلغى حقنا فلنتمسك بالثقافات وبالعدل والحرية والمثل العليا ونقدسها وهي تعلي من شأننا

 وشكرا ًلكم .