والحمد لله أكثر الثناء والصلا ة والسلام على خاتم الأنبياء وعلى أهل بيته الكرماء وصحبه النجباء وعليكم أيها الأعزاء ورحمة الله وبركاته بعد التقدير والتقديس لمجاهدة الدكتور عصام عباس في إقامة هذه الندوة الكريمة بذكرى إحدى المفاخر الإسلامية نحتفل بمولد بطلة لا مثيل لها في العالم البشري فهي شبيهة بأمها الزهراء في عصمتها وشريكة لأخيها الحسين في نزاله وقارئة عن لسان أبيها علي ع في فصاحتها عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة فكيف لا وهي زينة أمها وأبيها وعقيلة أهل بيت الرسالة وكيف لا وأن رسول الله قد خبرنا أن اسم زينب قد هبط من السماء
بأمر من الله عز وجل
ولدت في الخامس من شهر جمادى الأولى للسنة الخامسة للهجرة في دار القداسة والنزاهة وأخذتها أمها لأبيها علي بن أبي طالب ليسميها فقال لها ما كنت أنا لأسبق رسول الله في تسميتها وقد كان الرسول في سفر عندما عاد
أخذوا الطفلة إلى الرسول لتسميتها فقال ما كنت لأسبق الله في تسميتها
فهبط الأمين جبرائيل من السماء وبلغ سلام الله على الرسول وقال أن الله اختار لها اسم زينب وأخبر الأمين جبرائيل النبي ص ببعض الأمور التي ستجري على هذه الطفلة فبكى رسول الله وقال من بكي على مصيبة هذه الطفلة كمن يبكي على أخويها الحسن و الحسين وهذه الدرة النفيسة والجوهرة الثمينة قد عاشت في حضن الرسالة وبيت القداسة ورضعت من لبان الوحي و التنزيل من لبان القداسة والنزاهة من ثدي الحوراء الأنسية فاطمة الزهراء ع فهي حجة الله على الأئمة المعصومين منا
وأنا أتكلم هذه الكلمات قسم منها من أصولنا ونصوصنا وقسم منها من إخواننا السنة
الإمام العسكري الإمام المهدي أشار وقال نحن حجج اله على الناس وأمنا فاطمة حجة الله علينا ولذلك قلت أنها حجة الله على الأئمة المعصومين
فقد رضعت هذه الطفلة من ثدي هذه الطاهرة الكريمة وتربت في بيت الطهر والرسالة رباها خمسة أهل الكساء فوصلت إلى مرتبة عالية من العلم والمعرفة والمعنويات العالية وربما كانت تعرف الرزايا والبلايا لم لا وهي بنت علي و فاطمة وحفيدة الرسول وهي عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة
الإمام زين العابدين قال لها أنت بحمد الله يا عمتي عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة وهذا أكبر دليل على أن السيدة زينب كانت عالمة غير معلمة وكانت مقدسة ما دامت مفهمة ما كانت عليه ومعلمة بما كانت عليه فهي إذا ً تعرف بمعنى الكلمة وهي في منتهى قمة العلم
في أيام خلافة أبيها في الكوفة كان
لها في بيتها مجلس للنساء يأتون إليها ليستفيدوا من علمها وكانت تفسر القرأن الكريم
في يوم دخل الإمام علي على البيت ووجدها تفسر القرأن الكريم : ك ه ي ع ص .
قال لها يا نور عيني تفسرين ك ه ي ع ص أنت تفسرين رموز مصيبتك ابنة رسول الله
بعض العلماء فسر هذه الرموز أن ك كربلاء ، ه شهادة ، ي يزيد ، ع عطش ، ص صبر .
عندما قال لها الإمام علي أنها رموز مصيبتك أي أنها كانت تعرف بالمصيبة وكانت راضية بذلك .
السيدة زينب كانت تروي عن أبيها وعن أمها وعن أخيها الحسين وعن أخيها الحسن وعن أم سلمة وعن أم هاني ويروي عنها علي بن الحسين
وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس وفاطمة بنت الحسين إذا ً راوية ومروي عنها
هذه البطلة العظيمة عاشت مع جدها خمس سنين ومع أمها خمس وأشهر
ومع أبيها خمسة وثلاثين سنة ومع أخيها الحسن خمسة وأربعين سنة ومع أخيها الحسين خمسة وخمسين سنة حتى حصلت هذه الفاجعة الكبيرة باستشاد أخيها الحسين سيد الشهداء وكانت معه في كثير من مواقفه في الحركة والثورة والنزال وخطبت خطبتها الشهيرة
في عام 62 كان عمرها 56 سنة توفيت ودفنت في راوية دمشق وأصبح الناس يزورون قبرها من أقصى الدنيا وأدناها وسميت بعدها هذه الأرض السيدة زينب وهي كانت متهجدة وعابدة كثيرا ً حتى في ليلة الفاجعة الكبرى
ف ليلة الحادي عشر كانت الأجساد مقطعة والخيام محروقة والأموال منهوبة والأولاد مشردة وزين العابدين مريض وهي عليها العناية به
ومع ذلك لم تترك تهجدها ونقل عن الإمام الحسين في حواره الأخير مع أخته قال يا أختاه لاتنسيني في نافلة الليل وهذا له دلالة كبيرة على عظمة السيدة زينب
والسيدة زينب عندما كانت تدخل على الإمام الحسين وهو يقرأ القرأن الكريم كان ضع الإمام الحسين القرأن على الأرض ويقوم لها مع أنه أكبر منها يقوم إجلالاً لها ويجلسها مكانه هذه ليست أمر هين ليست إمرأة عادية
ليس الأمر الغريب هو اسمها الاسم مجرد اصطلاح
واسم الاصطلاح لمن يكون قوله وفعله وتقريره حجة
مثلا ً المعصوم يقرأ الصلاة بكيفية معينة أنا أرى وأقتدي به فهو حجة
أو أن يراني كيف أصلي أمامه ولا يقول شيء على صلاتي فكلامه تقرير
أي أن القول والفعل والتقرير من المعصوم حجة
أما عندما أقول زينب معصومة ليس على هذا الحد فمعصومة الحجية فوق معصومة الخطئية فالسيدة زينب لها قمة التصرف في النفوس
وأكبر دليل عندما دخلت الكوفة أشارت بيدها إلى الناس أن اسكتوا يقول الراوي والناقل والله أن الأجراس قد سكتت والأنفاس لم يسمع لها صوت
والطير في الهواء يسمع صوت طيرانه
وفي خطبتها أمام مجلس يزيد هذا الطاغوت الظالم الذي فتل رجال أهل البيت وسبى نسائهم عندما أتى بهم أسرى إلى مقر خلافته وكانوا جماعة يزيد يحضرون لهذه الأسرة رغيف واحد من الخبز في أحد الأيام رأى الإمام زين العابدين السيدة زينب تصلي وهي جالسة فسأل عن السبب فأجابت من الجوع والضعف فحصتها من الرغيف كانت تأخذها وتعطيها للأطفال الصغار ولم تأكل من ثلاثة أيام وجماعة يزيد كانوا يفرحون ويسعدون كلما ضعفت هذه الأسرة ويزدادون بطشا ً
ومع ذلك كانت السيدة زينب تعرف أن السيادة لهم رغم كل بطش الطغاة
وخطبت وخاطبت يزيد أمام مجلسه أمام السفراء الذين كانوا يقولون له يا أمير المؤمنين وهي وقفت بكل جرأة وقالت له وهي تشير بيدها بكل قوة
يا ابن الطلقاء أنسيت أن جدنا أطلقكم وحرركم وجعلكم طلقاء ألا إن جرت الدواهي علي مخاطبتك فولله إني لأستصغر قدرك وأستكثر توبيخك وأستعظم تقريعك ألافالعجب كل العجب من قتل حزب الله النجباء بأيدي حزب الشيطان الطلقاء هذا وهي أسيرة في مجلس هذا الطاغوت وتتكلم كل ذلك دون خوف أو رعشة
وتقول فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فولله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ولن تدرك أمدنا فهل رأيك إلا فند وجمعك إلا بدد وأيامك إلا عدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين فبرأيك هذا أيها السفيه قد قتلت نفسك وأفنيت أسرتك ويزيد وجماعته ساكتون سامعون مسلوبوا الإرادة في التكلم لا يستطيعون الإجابة والرد هذا كله وهي أسيرة
إذا ً هي كانت تعرف التصرف بمطلق الحرية لأنها كانت عالمة وفاهمة وعندما انتهت من خطبتها يزيد قال بيت شعر واحد :
يا صيحة تكمد من السوائح ما أئمن الموت على النوائح
إذا ً هي بذلك كسرت ظهر يزيد وفعلت ما أرادت
السيدة زينب لايمكن لأحد أن يعطيها حقها ولو كتب عنها فهرست كامل أنا منذ ثلاثين سنة قرأت عنها ثلاثين مرجع وأ كثر أنا الأن في هذه الجلسة المحترمة لم أخصص كلامي إلا عن زينب وأزين كلمتي هذه بحكمة للسيدة زينب تقول :
خف الله قدرته عليك واستحي منه لقربه منك
فكيف يجتمع هذين الأمرين فعندما يخاف الإنسان لا يرتكب المعاصي وعندما يشعر بقرابة أحد منه يستحي أن يعمل أي خطأ
وأنا أشكر إصغائكم كما وأشكر الرئيس الراحل القائد الخالد حافظ الأسد وخلفه الصالح الدكتور بشار الأسد الخلف الصالح للسلف الصالح فنحن لم نرى أي تغيير من زمان الرئيس الراحل إلى الأن الثبات والاستقرار قائم والحمد لله وأتمنى من الله العلي القدير أن يجعل هذا البلد أمن وأن يجعله في استقرار دائم وأن يوفقنا وإياكم في خدمة الإسلام والمسلمين وبارك الله بكم والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته .