مؤسسة بيت النجمة المحمدية
مؤسسة ثقافية فكرية غير ربحية
ــــــــــــــــــــــ
حافظ الأسد بذاكرة النجمة
المحمدية
بقلم : الدكتور عصام عباس
في العاشر من حزيران عام 2000م رحل سيد الوطن وزعيم العرب الرئيس الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه وبقيت الذكريات السعيدة التي عشنا معها وعاشت معنا خلال ثلاثة عقود زاهرة أنستنا محنة سلب المواطنة وحقوقها التي فرضها نظام الصداميين السيئ الصيت على أبناء شعبنا العراقي دون سبب وبلا حق ..
فمنحنا حافظ الأسد حقوق المواطنة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى متجاوزا بشهامته وإيمانه وعروبته كافة عوائق الإجراءات القانونية مانحا شعبه العراقي تلك الحقوق الإنسانية من التمتع بالهوية الشخصية من الدرجة الممتازة وحق السفر لأداء فريضة الحج وحق التملك على أراضي الجمهورية العربية السورية وحق التعليم بكافة المراحل الدراسية مجانا وحق التوظيف في دوائر الدولة والمؤسسات الخاصة وحق العمل وممارسة المهنة طبيبا كان أم مهندسا أم محاميا أم معلما وحق استلام بطاقة العمل مع الإعفاء من كل الرسوم المترتبة على ذلك ، أي أصبح المواطن العراقي كأخيه المواطن السوري في سورية متخذا من نهج سيده رسول الله (ص) قدوة في المؤاخاة ..
وهنا أريد أن أتوقف قليلا مع هذه الذاكرة – كم هي الدول التي منحت حق اللجوء الإنساني للعراقيين في العهد المباد فإنها لا تماثل هذه المنحة الأبوية التي خصها الرئيس الأسد لأبناء شعبه العراقي بكل عزة وكرامة وإباء دون منّة ،
لان حافظ الأسد رجل قرأ التاريخ بدقة وهو من سلالة تفخر بانتمائها لأهل البيت عليهم السلام فكرا ومنهجا وسلوكية ، فكانت منهجيته امتدادا لمنهجية أهل البيت عليهم السلام وكانت سلوكيته ممارسة لتلك السلوكيات المشرفة التي خطها نظام أهل البيت عليهم السلام ، فمن رحم هذه العقيدة خرج حافظ الأسد ومن أركان هذه المدرسة تخرج حافظ الأسد فلا عجب ولا غرابة في الذي حصل خلال العقود الثلاثة من حكم الرئيس حافظ الأسد طيب الله ثراه ..
أما الحريات التي منحها حافظ الأسد لشعبه العراقي فيشهد لها القريب والبعيد وأولهم حكام العراق اليوم نزلاء الشام بالأمس الذين شاركهم وإيانا الرئيس الأسد رغيف الخبز وعذوبة ماء بردى وصفاء نسيم قاسيون ،
فحرية الرأي أطلقها الرئيس حافظ الأسد دون منازع وبدون شروط مسبقة أو انتماء معين ،
لهذا جربتُ حظي في أن أطلق في ربوع الشام تظاهرة ثقافية فكرية أنشر من خلالها ثقافة أهل البيت البناءة مع عميدة هذا البيت المقدس العالمة المقدسة السيدة زينب عليها السلام وتستمر اليوم وبعد تسعة عشر سنة وقد حظيت بتطور ملفت للنظر خلال عهد الخلف الصالح الرئيس بشار حافظ الأسد بأن يُتاح لهذا العمل الفكري أن يدخل المؤسسات المختصة كوزارة الثقافة ووزارة الإعلام التي منحتنا ترخيصا بمجلة النجمة المحمدية وترسيم المهرجان الثقافي ومؤسسته الثقافية " مؤسسة بيت النجمة المحمدية " عبر وزارة الثقافة
واشتراك المؤسسات الرسمية كالبرلمان السوري واتحاد الكتاب العرب وسواها وربما سيلحق بها مؤسسات أخرى إضافة للمؤسسات الاجتماعية في القطر والشخصيات الفكرية والثقافية والعلمية والأدبية والدينية من كل الطوائف الإسلامية والمسيحية ،
كل هذا الاحتضان يعود فضله لتلك المنهجية البناءة التي رسمها الرئيس الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه ...
نعم عرجت الروح إلى بارئها وبقيت المنهجية خالدة في الذاكرة علنا نستثمرها اليوم في بناء العراق الجديد الذي كم حلمنا بتأسيسه بعد زوال حكم الطغاة المقبور ...
واعتقد إننا في العراق اليوم وعشية الاستحقاقات الوطنية الدستورية بحاجة إلى زعيم حكيم يقود بحكمته وحنكته السياسية وقراراته البناءة ويكون قدوة صالحة للعراقيين في كل مكان كحافظ الأسد طيب الله ثراه يلم أهله من الشتات وينظر إلى الوطن والمواطن من منظار الراعي الأمين لوطنه وشعبه بعيدا عن أي نظرة ضيقة حزبية كانت أم طائفية ، حزبه الوطن وشركاءه الوطنيون الأحرار...
سلام عليك يا طِـيب العرب وقدوة الشرفاء ورمز الأمة وحافظ الكرامة والعزة من رحاب قدوتك و شفيعتك عميدة أهل البيت السيدة زينب عليها السلام ...
دمشق في 10 حزيران 2010م