قراءة متدبرة في رسالة وطنية
نص الرسالة
الأخ الدكتور عصام عباس المحترم
تحيه طيبه
أنا أشكرك كثيرا لأنك مستمر بجعلي متواصلا معك رغم انقطاعي عنك وذلك لكثرة مراجعات الدوائر والمراكز الطبية والمستشفيات ومرض والدتي وكذلك الدراسة خصوصا هنا في أميركا ...
لا أريد الاطاله عليك أردت الاعتذار عن انقطاعي الإجباري لكن اليوم وبعد قراءتي لمقالك عن الأمام موسى الكاظم عليه السلام
وأنت تذكر أن المسلمين من كل الطوائف يأتون للتبرك بالزيارة
وأنا أقول لجنابكم الكريم ليس فقط المسلمين من يذهبون للتبرك بزيارة ضريح الأمام موسى الكاظم عليه السلام بل الناس ومن جميع الأديان يذهبون للزيارة وأنا واحد منهم وشاهد على ذلك ولكثرة زياراتي صادفت الكثيرين من المسيحيين وغيرهم
وأؤكد كذلك ليس العراقيين فقط بل كل البشر ومن غير العراقيين وهذه كرامة تضاف إلى كرامات أهل البيت
على عكس الجلادين الذين تفننوا بتعذيب آل البيت.
لكن أين هؤلاء الجلادين الآن ،
أعتقد أصبحوا في مزبلة التأريخ.
لك مني تحيه وألف سلام
كمال ورد منصور/كاليفورنيا /أميركا
الحقيقة استوقفتني عبارات هذه الرسالة الجوابية على رسالتي المعنونة
الكاظمية ... محج المؤمنين
والتي أرسلتها لأكثر من ألفي عنوان وموقع ، ربما كانت إجابات " المسلمين " برتوكولية في التعزية والدعاء ، لكن هذا الرجل الصابئي المؤمن كانت إجابته مختلفة جدا عن بقية الإجابات
كمال ورد منصور : لم يدع الإجابة أن تكون إجابة مجاملة بل أراد أن يضع بها بصمة الصابئي المؤمن والوطني الغيور الذي لا يريد أبدا لا له ولا لأسرته ولا لطائفته كونه رئيس جمعية الصابئة المندائيين من جهة وعضو الهيئة الاستشارية في مؤسسة بيت النجمة المحمدية من جهة أخرى لا يريد أن يكون هناك فرق بين دين وآخر فالرسالات مصدرها واحد والأنبياء مرسلون من رب واحد والناس هم عباد الله الواحد ومن صنع هذا الخالق الواحد ،
فبالرغم من مشاغله الكثيرة في مغتربه الجديد بعد أن غادر سورية إلى أميركا والأسباب التي ذكرها برسالته ،
شهَرَ قلمه وكتب بوجدان وإباء ووطنية وإيمان أن أهل البيت ليس للمسلمين فقط بل هم لكل الناس ، فإذا كان المسلمون يشهرون سلاحهم التدميري والإرهابي ويقتلون زوار الإمام الكاظم عليه السلام فهو يشهر قلمه ويسجل كلمته الوطنية ، كلمة الشرف والإيمان قائلا :
الناس ومن جميع الأديان يذهبون للزيارة وأنا واحد منهم وشاهد على ذلك ولكثرة زياراتي صادفت الكثيرين من المسيحيين وغيرهم
وأؤكد كذلك ليس العراقيين فقط بل كل البشر ومن غير العراقيين
ويؤكد أن هذا الالتفاف الجماهيري العالمي ما هو إلا كرامة تضاف إلى كرامات أهل البيت عليهم السلام
وان هذه الملايين الزاحفة إلى هذه الصروح الشامخة ما هي إلا بيعة يبايع فيها المؤمنون أهل البيت عليهم السلام ، بيعة لا لسلطان دنيوي ولا لقائد جماهيري ولا لمصلحة تقتضيها أمورهم بل لإيمان راسخ وطاعة مطلقة لأمر الله تعالى
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"
ووصية نبيه الأكرم صلى الله عليه واله وسلم " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي"
بهذا الإيمان الراسخ والعقيدة الصلبة تتوجه الوفود المؤمنة من كافة الديانات ومن كل الأمصار والقارات إلى توقيع هذا العهد ليكون عقدا مبرما بين العبد والرب وبين الناس ونبي الرحمة والإنسانية المرسل للناس كافة وليس لفئة معينة مرددون بأنهم متمسكين برسالات الله ومواثيقه والعترة الطاهرة ..
ورسالة الأخ كمال دليل واضح على هذا المعتقد الإنساني فنبي كمال هو أخو نبيِّ عليهم الصلاة والسلام فلمَ لا نكون إخوة كأنبيائنا متحابين متراحمين متنافسين على طرح ثقافات المحبة والإخاء والمودة والرحمة ..
رسالتك يا كمال رصاصة في قلب الإرهاب والإرهابيين الذين قتلوا زوار الإمام موسى بن جعفر من جهة ومن جهة أخرى بخور تنفسته الملايين الزاحفة إلى الكاظمية ولا زالت تنتظر دورها في الوصول إلى العتبة الكاظمية المقدسة ..
رسالتك التي أبدت أوجه المقارنة بين الحق والباطل إذ قلتَ
على عكس الجلادين الذين تفننوا بتعذيب آل البيت.
لكن أين هؤلاء الجلادين الآن ، أعتقد أصبحوا في مزبلة التأريخ.
نعم يا أخي أصبحوا في مزبلة التاريخ والجغرافية حتى المزابل استنكفت من قبولهم في حاوياتها :
هم راقدون بحفرة الطغيان...
سلام عليك يا سيدي يا موسى بن جعفر يا رمز الحرية والصمود والسيادة ، فلن تسمح لسجانيك من تحقيق آمالهم الشيطانية وأحقادهم التدميرية التي لا ترضي الله والتي عملت على تدمير الإنسانية التي أرادوا للإنسان أن يبقى عبد وثنيتهم وييأس من رحمة الله تعالى ..
فبصبرك وإيمانك وثباتك ورباطة جأشك استمرت البشرية في طاعة الله تعالى الرب الواحد الذي لا شريك له ولا مثيل..
سلام عليك وعلى جدك رسول الله وأهل بيته الطاهرين وإخوته أنبياء الله أجمعين..
وسلام على كمال ورد منصور الصابئي المؤمن الذي كانت كلماته الإيمانية مصدر مقالتي هذه التي أقدمها بين يدي إمامي وشفيعي موسى بن جعفر عليه السلام وأسأل الله تعالى أن يكتبنا مع هذه الملايين الزاحفة إلى طاعة الله تعالى ورحمته ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الدكتور عصام عباس
26 رجب 1431هـ - السيدة زينب (ع)