بسم الله مالك الملك
هو الباقي ..
(كلُ من عليها فان .. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
أمام الفاجعة تهتز الأرواح وتبلسم الجراح
أمام الفاجعة تتصافى القلوب وكل شائبة تذوب
أمام الفاجعة تتوجه الأنظار لرحمة بارئها ونعمة إرادته
إرادته بالموت راحة للنفس و(كل نفس ذائقة الموت)
نعم .. كل نفس يجب أن تتذوق هذه الراحة عندما تخلد في ضيافة الرحمن بعد العناء والصراع
حب الدنيا يجب أن يكون إصلاحا وبناء ومن هنا أحببنا الدنيا
وحب الآخرة يجب أن يكون زادا وتقوى وبهذا يجب أن نرتقي إلى الآخرة
(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.. واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)
هذه هي الغاية من درس الموت
وتبقى لي كلمة
حيث مواساة الأخ لأخيه أمام فاجعة الموت
إذ أن فقد الأحبة غربة
وهنا يسارع الأخ لمواساة أخيه والوقوف إلى جانبه ليقول له أنا أخوك أيضا، ولو بالشكل ولكن مضمون هذه الشكليات غاية في الأهمية لزيادة الألفة والترابط الاجتماعي البناء...
فعندما فقدت شقيقي
جاء الأشقاء من كل الطوائف الإسلامية والديانات السماوية من كل من عرف الله وتذوق حب الله.. اعرفهم ولم أعرف البعض .. جاؤوا ليقولوا أعظم الله لك الأجر وأثابك الله ,وأسكن الله الفقيد جناته، تلك عبارات المودة التي أمر الله بها
(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
فالمودة عمل بنّاء للمجتمع والإنسان بأمره تعالى .
فغمروني بحضورهم وبرقياتهم وهواتفهم ورسائلهم حيث لم يمكنهم الحضور
واني أقف أمام حضورهم ورسائلهم ومحادثاتهم الهاتفية بانحناء وتقدير وجزيل شكر ليس له نظير ... لا أفجعهم الله بعزيز ...
هؤلاء هم الأخوة حقا...
الدكتور عصام عباس
17 رمضان 1427هـ - 10/ 10/ 2006م