بدعوة من رئيس المجلس الإسلامي الإسماعيلي لسورية لحضور الاحتفال الذي يقيمه المجلس بمناسبة (عيد الإمامة) توجهت أسرة النجمة المحمدية إلى مدينة السلمية عاصمة الطائفة الإسماعيلية بسورية يوم الجمعة الموافق 25/ 7/ 2003م  واستقبل من قبل رئيس وأعضاء المجلس بالحفاوة والترحيب في مكتب رئيس المجلس وبعد ذلك قدم صاحب النجمة المحمدية الدكتور عصام عباس نسخا من الأعداد الثلاثة للنجمة المحمدية و من المجموعة الشعرية: (النفحات الولائية في العقيلة الهاشمية)، ومجموعة أقراص ليزرية تحتوي فعاليات من المهرجان الولائي الثاني عشر الذي انعقد يومي 4-5 تموز 2003 الموافق 4-5 ج1/1424هـ بمناسبة ذكرى مولد السيدة المقدسة زينب (ع) وقد تسلمها السيد رئيس المجلس شاكرا ومرحّبا. وبعد فترة استراحة قصيرة انتقلت جميع الوفود المشاركة إلى مكان الاحتفال في مقر المجلس حيث بدأ الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم كلمة الافتتاح للأستاذ الدكتور شمس الدين علي رئيس المجلس الإسلامي الإسماعيلي لسورية وتلتها كلمات الوفود المشاركة ومن بينها وفد النجمة المحمدية حيث ألقى الدكتور عصام عباس محرر النجمة المحمدية الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين نبينا وشفيعنا وقائدنا أبي القاسم محمد واله الطاهرين وصحبه المنتجبين...
السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته...
لمن دواعي سروري أن أزور هذه البلدة الكريمة لأول مرة وأن أقف على منبرها لرد التحية لمجلسها الروحي الأعلى ولأهاليها الكرام الذين شاركونا مهرجاننا الولائي السنوي الذي نعقده في دمشق عرين اللبوة الطالبية والأسود المحمدية رافعي لواء سيدنا محمـــد وعترته الطاهرة فوق سمائها بمناسبة مولد منارة الشام وفخر حضاراتها حفيدة النبي وبنت الوصي بضعة الزهراء السيدة المقدسة زينب (ع).
والسلمية هي محطة تقع على مشارف الطريق التي سار فيها موكب السيدة زينب وأهل البيت (ع) لدى قدومهم إلى دمشق وقتذاك، فنحن اليوم نتلمس خطى زينب المقدسة التي عانت الويلات ومشقـّات الطريق بسبب العنف والإرهاب الذي مورس عليها وعلى أهل بيتها من قبل الطغاة والجبابرة فكانت دمشق منبرها، وقفت متحدية غطرسة الجبابرة وإرهابهم بكلام الله فنطقت حقا وقالت صدقا، وأعطت بلغتها المحمدية وبلاغتها العلوية وشجاعتها الطالبية وتربيتها الفاطمية درسا أن الإرهاب والغطرسة لا يمكنهما قهر إرادة الحق ولابد للظالم أن يندحر مهما طال به الزمن ومهما مد بقوة فتاكة وتسلط بعنجهية زائفة، من ذلك كله أرادت المرأة العظيمة زينب أن تعطي درسا للأجيال بأن لا ترضخ أمام القوى المتغطرسة مهما مدت بعتاد وقوة فكلمة الحق أحدُّ من السيف وأمضى، يُـذعن لها كلُ جبار عنيد.
والمهرجان الولائي السنوي الذي نقيمه منذ اثني عشر عاما في ذكرى ولادتها المباركة لكي نحيا تلك المواقف والبطولات ونتذكر تلك الجامعة والمؤسسة الفكرية التي بزغت في صدر الدولة الإسلامية منتشلة المرأة من ظلام الجاهلية وقهرها الفكري للأنثى التي كانت توأد دون ذنب فقامت السيدة زينب (ع) بإنشاء أول مؤسسة فكرية تعليمية في الكوفة غايتها تخريجُ نساء عارفات عاملات منتجات في المجتمع الإسلامي لا يقل شأنهن ودورهن عن دور الرجل، وفي مهرجاننا الولائي الثاني عشر الذي انعقد في دمشق قبل أيام تحدث الدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب رئيس مركز الدراسات الإسلامية حديثا وافيا ومسهبا عن دور المرأة زينب حيث قال: (كثيرات هن النساء اللواتي ذُكرن في التاريخ، ولكن لم تخلد امرأة في ضمير الناس كما خلدت السيدة الطاهرة زينب) وأضاف: (إننا حتى اليوم لا نستطيع أن نشير إلى امرأة نتحدث عنها إنها كانت قائدا جماهيريا في بلادنا كما كانت هذه السيدة الطاهرة زينب). وقد تحدث على مدى يومين في المهرجان أربعة عشر مفكرا وعالما وأديبا من أنحاء مختلفة من سورية والبلاد العربية والإسلامية عن هذا الأنموذج الفريد في الدولة الإسلامية، ونحن إذ نقف اليوم على مشارف طريق تشرف بمرور موكب هذه السيدة الجليلة التي تهوى لها القلوب وتعشقها الأرواح بطلة شرفت تاريخ المسلمين، معلمة فقيهة قائدة يوم لم يبق قائد بعد استشهاد أخيها الأمام الحسين (ع)، والمرأة والرجل مدعوان ليقرأا قراءة واعية شخصية وحياة السيدة زينب (ع) والأدوار التي أدتها خلال سني عمرها الشريف، والسيدة زينب (ع) رمز من رموز الوحدة الإنسانية تـحج لمرقدها الشريف في دمشق الآلاف المؤلفة من كافة الطوائف الإسلامية والأديان السماوية كل يوم من كل بلدان العالم تتلمس على أعتابها المقدسة رحمة الله تعالى وبركاته وهذا ما سطـَّره العارف الدمشقي الشيخ عبد الغني النابلسي قائلا:
زينب بنت حيــــــدر    معدن العلم والهدى
عندها بــــاب حـطة    فادخلوا الباب سجّدا
والشاعر الكبير بولس سلامة قال واصفا موقف السيدة زينب (ع):
و رَأى زَينَبَـاً عَليَهَا مِنَ الأســـــــــــــــمَالِ والبؤسِ مَا يسرُّ الأعَادِي
فَأرادَ امتِهَانَها بِشَــــــمَاتٍ            بَعضُ إِيلامِهِ ســــــــنانُ الصّعادِ
فَأجَـــــــابَتْ بِحكمَةٍ وإِبَاءِ            هَاجَ فِيهِ شَــــــــــرارَةَ الإِيقَادِ
يَفضحُ الجَـــوهَرُ القَديمُ هَجِينَاً            مُحَدَثَ الجَاهِ زَائِفَ الأجـــــــــدادِ
ذاكَ أن العَريــقَ يَبقَى عَـريقَاً            لا يُضِيرُ الهــــــــزالُ أصلَ الجَوادِ
رُبَّ قصديرةٍ تَغشُّ وتُغـــري            حِينَما التّبـــــرُ ذائِــــبٌ في الرَّمَادِ
لا يَكُونُ الطّودُ العَتِيُّ خَصـــِيبَاً            إِنـَّما الخصــــبُ في رَبيــع ِالوهَادِ

لرب سائل يقول إننا نحتفل بعيد الإمامة فما علاقة الحديث بالسيدة زينب إذن؟
أيها الحفل الكريم...
لولا وجود السيدة زينب (ع) في واقعة الطف بكربلاء لما بقيت الإمامة لان قرار الظالمين كان موجها نحو اقتلاع هذا الأساس الإسلامي العظيم الذي أكد عليه رسول الله محمد (ص) في وصيته: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فوقفت السيدة زينب حامية مدافعة عن رمز الإمامة الإمام زين العابدين (ع)، من هنا كان لزاما علينا أن نشير في أي حديث أو احتفاء بالإمامة إلى الدور المركزي الذي اضطلعت فيه السيدة زينب في حفظ هذا الأساس الإسلامي.
وفي الختام أبارك لهذا الجمع الوحدوي بين صفوف المسلمين وكافة الديانات السماوية في عاصمة الطائفة الإسماعيلية السلمية العامرة وأكرر جزيل شكري للمجلس الإسلامي الإسماعيلي لسورية لدعوته الكريمة وإتاحته الفرصة لنا بالتحدث ونقدم أحر التهاني لكل فرد من إخواننا أفراد الطائفة الإسماعيلية بهذه المناسبة أعادها الله عليكم بالخير والبركة واليمن. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .