بسم الله الرحمن الرحيم
نعم.. انه ربع قرن من العناء والقطيعة التي فرضها على الشعبين نظام القتل والإرهاب نظام العمالة والخيانة نظام العفالقة الصداميين البائد ..
ربع قرن من تهجير الشعب العراقي من أرضه وإبعاده عن وطنه وتشريده لكل بقاع الدنيا..
ربع قرن من سجون زج فيها شباب العراق وطاقاته الفكرية والعلمية وعلمائه الأفاضل..
ربع قرن من الترويع المتعمد والمقابر الجماعية ومصادرة الحريات وانتهاك الحرمات وتضليل الرأي العام العالمي بديمقراطية صدام الأمريكية ..
انه نظام حرصتُ أن لا يُلوث حبر قلمي ولا شفافية قرطاسي ذكره البغيض واسمه المشؤوم ، ولكن علم العراق الذي رفرف في سماء دمشق العاصمة الزينبية حين رُفع صباح هذا اليوم 11/12/2006م على مبنى السفارة العراقية في قلب دمشق أعادني إلى تلك الذكريات المؤلمة التي بثها حقد صدام العفلقي وزبانيته الأذلاء الذين لن ترويهم دماء الأبرياء من أبناء شعبي الغالي على مدى العقود الغابرة التي انقضوا فيها على رقاب الشعب العراقي الجريح بمباركة من يحتل وطني اليوم (أميركا والغرب) فينقض على الشعب هذا اليوم بمفخخاته وانتحارييه الأوغاد الذين يقتلون الأبرياء من أبناء شعبي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ويفعلون فعلتهم الدنيئة ويرمون بها إلى الطائفية المقيتة ..
إنهم لا دين لهم ولا مبدأ ولا عقيدة.. امتهنوا القتل رسالة ومنهجية وتمترسوا بالطائفية .. فهؤلاء جميعم لا ينتمون إلى دين ولا يعتنقون مذهب ، فالأديان جميعها منهم براء ..
رفرف علم بلادي بعد ربع قرن على أنغام النشيد الوطني لجمهورية
العراق بحضور رسمي من البلدين الشقيقين سورية والعراق ، وكنت أتمنى أن يُحتفى بهذه
المناسبة بشكل أوسع واحتفال مهيب لنقول لذاك القابع في زنزانته ، برغم انفك وانف
نظامك المهزوم ورغم أزلامك الموتورين وإراداتهم الشاذة ، قم وانظر إلى علم العراق
فقد عاد مرفرفا فوق سماء الغوطتين وعلى علو جبل قاسيون في قلب دمشق في ((أبو
رمانة)) من أعالي سطح السفارة العراقية التي خلت من أزلامك المنهزمين واحتشد فيها
رجال الوطن الكرماء خدام شعبهم العراقي الأبي الذين جعلوا من سفارة العراق ملاذا
لكل العراقيين ورفعوا رسالة أهل البيت بمناسباتهم واحتفالاتهم فصرنا نشهد مناسبة
عاشوراء وغيرها باحتفالات تقيمها السفارة العراقية لأول مرة ، فلا سُنّة
ولا شيعة
ولا أشوريين ولا صابئة ، الكل هنا يجتمع في احتفالات السفارة بعاشوراء وبشهر رمضان
سوية كما في العراق لأن العراقيين الشرفاء بكافة طوائفهم ودياناتهم وقومياتهم
يتشرفون بانتمائهم لعراق أهل البيت ، ولكن الأماني كبيرة وكبيرة جدا ، فأبناء
العراق كما أبناء سورية ينتظرون التلاحم بين الدولتين لأن للشعب العراقي كما للشعب
السوري حضارة وتاريخ وعقيدة تحتضنها دمشق من صلب النجف ومن منهج كربلاء منذ قرون
عديدة لا يمكن لأي نظام جائر أن يمنعهم عنها ، إنها
السيدة زينب عليها السلام
رائدة الفكر الإسلامي والحضارة النبوية في دمشق الذي تحط رحال العراقيين وكل
الموالين في جنبات رحابها الطاهر شوقا وحبا وتقديسا لنبيهم الأكرم محمد بن عبد
الله(ص) جد السيدة زينب (ع) الذي احتضنها صغيرة فاستمعتْ لحديثه ونقلته عنه رغم صغر
سنها كما يرويه الإمام احمد بن حنبل .. يأتونها صغارا وكبارا شيوخا وشبابا رجالا
ونساء هرولة وسيرا على الأقدام تبركا وإيمانا وحبا وعشقا .. أحبوا أهل البيت لأنهم
أولاد رسول الله (ص)، ويدفعون الثمن كل يوم على مذبح
المناصرة لدين ومنهجية محمد وعترته الطاهرة يتساقط المئات منهم كل يوم على أرض
العراق الجريح بفعل فكر الغدر والتكفير والإجرام ، فكر جاهر بحقد في محاربة محمد
وعترته الطاهرة على مر العصور والأيام ، انه فكر النواصب والتكفيريين أزلام نظام
العفالقة المقبور ، أيتام الفكر الصدامي الذي لوث العراق أرضا وبيئة وشعبا ،
ولكنني أُذكِرَهُم بقول السيدة زينب الشهير ليزيد وطغيانه
" كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ، وما
أيامكم إلا عدد وجمعكم إلا بدد ورأيكم إلا فند "
إني أأمل في يوم عودة العلاقات الدبلوماسية بين القطرين الشقيقين أن تتضافر الجهود في رسم علاقة بناءة ومحققة لطموحات الشعبين الذين تربطهما علاقات الإخوة والدم المشترك والتاريخ المشترك .. ومد جسور المودة والرحمة والمصالح البناءة ، كي يرى صدام قبل إعدامه انه مهما بث من حقد وتفرقة بين سورية والعراق فلن يتمكن من قطع أواصر المودة وروابط الأخوّة بين شعبي البلدين ..
واقف بإجلال واعتزاز أمام روح الرئيس الراحل حافظ الأسد طيب الله ثراه في هذا اليوم المشهود لأنه آخى بين الشعبين واحتضن الشعب العراقي يوم تنكر له صدام وهجّره من وطنه وأرضه وسلب مواطنته بلا ذمة ولا قانون ، ففتح الرئيس حافظ الأسد أبواب دمشق على مصراعيها مرحبا بشعب العراق وساواه بالشعب السوري ومنحه الامتيازات التي جعلته لا يشعر بالغربة ومنحه المواطنة التي حرمها منه نظام القتلة الأوغاد وأتاح لهم كل الفرص فصارت دمشق كربلاء بعد أن كتم نظام القتل في بغداد حينذاك أنفاس الشعب العراقي ومنحهم حرية التعبير والعمل والدراسة ، فاليوم روحك في العلياء مسرورة ياسيادة الرئيس الحافظ ، وأما من عاداك فهو يتألم في زنزانته في سجون بغداد ينتظر حتفه المحتوم وان كره الكارهون .
أسرة النجمة المحمدية وموقع بيت النجمة المحمدية من رحاب
السيدة زينب عليها السلام
يشاركون شعبيهما العراقي والسوري سرورهم وبهجتهم بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين آملين توطيد العلاقة لما فيه خير الشعبين الشقيقين وإزالة كل العقبات والآهات التي أورثها النظام الصدامي المقبور وأزلامه وأيتامه .
الاثنين : 11/ 12/ 2006م