بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا  الدجيل  حصراُ ؟؟؟                                              

ربما  لستُ الوحيد الذي طرأ على باله هذا السؤال ...

هل هي الصدفة أن يُجمع الطغاة وينفذ بهم قرار الشعب  في قضية هي واحدة  من القضايا العديدة  التي انتهك بها النظام العفلقي المقبور حقوق الإنسان في العراق ؟؟

وعتباُ على المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة،التي  ناشدت في فبراير/ شباط الماضي، المحكمة التي تحاكم رموز النظام السابق في العراق، عدم إصدار حكم بالإعدام على (رمضان!!!). والتي اعتبرت في بيان لها، أن ذلك "ينتهك التزامات العراق بموجب الاتفاقية المدنية بشأن الحقوق المدنية والسياسية"، واصفة إياه بأنه "مخالف للقانون الدولي !!!!!

هي المهزلة بعينها أن هذه المنظمة كانت صامتة خرساء لن يرف لها جفن ولن يتحرك لها قلم يوم كان ذاك النظام الأغبر الأحمق  قد قتل مئات الآلاف من العراقيين والعراقيات الأبرياء ولم يعف عن بريء وكان الشعب كله بريئا لأنه كان يقاوم الدكتاتورية والقهر والاضطهاد وانتهاك حقوقه الإنسانية المسلوبة ..

أم هل هي الصدفة أن تترك مئات الملفات والقضايا الجنائية التي اتهم بها الطغاة الخونة وينفذ بهم حكم الإعدام بقضية الدجيل حصراُ ؟

أم أن أمريكا أرادت الخلاص من ورقة صدام التي باتت تشكل عبئا ثقيلا على سياستها في العراق؟؟؟

أم هل هي صفقة بين الاحتلال والحكومة العراقية الحالية؟؟؟

لا والله..    

إنها إرادة القاهر الجبار، إرادة الحاكم العادل، إنها إرادة السماء..

الله تعالى أوصى بمودة أهل البيت  وهذا قانون مُنزل لا يمكن تجاوزه أو تحديه .. فإعدام 148 شخص أمام مرأى العالِم العابد الزاهد الجليل ابن الإمام وأخ الإمام وعم الإمام انه

السيّد محمد بن الإمام علي الهادي  ـ سبع الدجيل ـ

الذي يعرفه العراقيون سنة وشيعة ، مسلمين ومسيحيين وصابئة ، يتوجهون للدعاء إلى الله تعالى من رحابه الطاهر ويقصدونه قاطعين مئات الأميال حاملين النذور والقرابين يتوسلون إلى الله تعالى بجاهه وكرامته عند الله مرددين "يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله"

والسنّة يعرفون "السيّد محمد " وشاراته وكراماته قبل الشيعة ، لكن الطغاة الخونة الذين هم ليس من السنة ولا من الشيعة ولا لأي دين ينتمون إنهم خرقوا القوانين وانتهكوا الحرمات فعاثوا فسادا ودمروا المجتمع وشوّهوا التاريخ والعقيدة وغيّروا المفاهيم والأعراف ، هؤلاء تجرؤا على الأبرياء واعدموا الناس أمام مرأى السيد محمد "سبع الدجيل" :  وشردوا الأسر الآمنة من ديارها وفرّقوا نسائهم عن رجالهم فوضع الرجال في مناطق والنساء في مناطق  أخرى ،  

فكم من أمّ وقفت بعيون حائرة ومُقلٍ حَبس  دموعها الخوف من الأزلام الصغار ،   تنظر إلى قبة السّيد محمد وتنادي ((وين شارتك يابو جاسم !!))

وكم من زوجة ركضت متحفية الى ضريح السيد محمد تهز الشبّاك بصوت مرتعش خائف تصيح  وتنادي :  (( تقبل مروتك يا سبع الدجيل بالصار بينة بلا ذنب ؟؟))

هذه الصيحات والدموع والعذاب والفراق والسبي كانت بعهدة السيد محمد – سبع الدجيل -  الذي كان لصدام ونظامه وأزلامه بالمرصاد ، فيحاكم صدام وزبانيته بقضية الدجيل أولاُ ، فيتجرأ صدام  بسلوكه الشوارعي المعهود على القضاة ظناً منه انه فيلم من صناعة المحتل الذي دعمه ودعم نظامه في قتل العراقيين خلال عقود حكمه الغابر  وان حبل المشنقة لا يُلّف على عنقه وأن القضايا التي سيُحاكم بها كثيرة وسوف يظهر كثيرا على شاشات الفضائيات مستهترا مستقويا بالعربان (الغربان) الذين تعاطفوا معه وخوّنوا الشعب العراقي للذلة التي وجدوها بقائدهم المنهزم فاقتحموا جدر الوطن متذمرين منتحرين هاجسهم قتل الشعب العراقي وإزهاق الأرواح البريئة دون ذنب كما كان صدام ونظامه الذميم يفعل ذلك خلال العقود الأربعة المنصرمة ..

المهم ...  إن عدالة السماء ستلف الذلة على وجوه الخونة والحبل على أعناقهم بدءً من صدام وانتهاء بآخر عفلقي حقير هز أمن الشعب العراقي واستقراره ..

فتحدي أهل البيت  عقوبة ما وراءها عقوبة.. أقرا التاريخ وانظر للطغاة الذين تحدوا أهل البيت في حياتهم وما بعدها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وانتهاء بصدام وعفالقته الخونة..

فلنأخذ من ذلك عبراُ ، ولنكون أكثر إصراراً في بناء عراق أهل البيت  عراق الديمقراطية والدستور والحرية ولنعلم أن الخلود لمحمد ورسالته وعترته الطاهرة ..

فلا رسالة تخلد إلا رسالة محمد ،

انه العهد الموعود من الله لنبيه والذي صرحت به سيدة البيت المحمدي السيدة زينب  إمام الطاغية بقولها  " كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ، وما أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ورأيك إلا فند "

كان بيانا لكل الطغاة في كل عصر وفي أي مكان ،  فلنقرأ هذا البيان الذي ارتجلته القائدة القدوة أمام الطاغية قبل 1367سنة ، لنعلم انه  قرارٌ إلهيٌ تعلنه في وجه الطغاة وذلك بتحدي الحق في وجه الباطل على مر العصور مهما زُيّنَ للباطل حماقاته وانحرافاته  وشذوذه  ...

(( قل جاء وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )) ...   

 الدكتور عصام عباس  ــ  21/ آذار / 2007م